قرار محكمه استئناف محافظه عدن الاخير والقاضي بتأييد حكم محكمه كريتر الابتدائية المتضمن الحكم بإزاله المعبد الهندوسي بمدينه كريتر بناء على دعوى رفعها احد التجار يمثل جريمة كبرى وبشعه بكل ما للكلمة من معنى واعتداء صارخ على هذه المدينة الوديعة والمسالمة والمنفتحة على التاريخ والحضارة الإنسانية بمختلف تنوعها السياسي والفكري والثقافي والديني والحضاري الذي امتازت به عدن وميزتها عن بقيه المدن العربية المطلة على بحر العرب وخليج عدن والقرن الافريقي . عدن اليوم لم تعد المدينة الباسمة بل عدن الجريحة التي عانت وتعاني بفعل سياسه المحتل الذي يعمل بقوه لتحويلها الى ثكنه عسكريه تومن وجوده واستمراريه احتلاله لها ومن خلالها استمراريه احتلال الجنوب لا يسعى فقط الى منعها من مواكبه عمليه التطور العلمي والثقافي والابداعي والاقتصادي الذي توفره تركيبتها الطبيعية وموقعها الجغرافي الذي منحه لها الخالق بل يسعى المحتل لتجريدها من مميزاتها الفريدة التي اكتسبتها بحكم هذا الموقع فها هي قلعه صيره الأثرية واجمل المتنفسات السياحية لمدينه كريتر الواقعة على حقات المجاورة للقلعة تحرم على ابناء عدن من التمتع بها ولأول موه بالتاريخ و تتحول الى ثكنات ومواقع عسكريه وامنيه واجراف صخريه لخزن الدبابات وثكنات تغطي رمالها وصخورها لحشد عساكر المحتل المتأهبين دوما للقيام بأعمال القتل والنهب والتخريب بحقهم وممتلكاتهم وها هي صهاريج عدن تغيب وتهمل وتتعرض للإهمال وتفقد تدريجيا طابعها السياحي بفعل تحويل المدينة وعاصمة والجنوب عموما الى ثكنه عسكري كبرى ومسرحا لقتل عشاق الحرية وتصفيه الحسابات بين اقطاب النفوذ بصنعاء ومنعت هذه الاوضاع المفتعلة ليس السياح الاجانب فقط وانما السياحة الداخلية لأبناء مدينه عدن انفسهم ايضا .
واليوم تضاف جراح جديده وقاتله لهذه المدينة بصدور هذا الحكم القضائي الجائر الذي الذي سيتم بموجبه هدم المعبد الهندوسي التاريخي المميز لمدينه كريتر تحديدا والذي تجاوز عمره اكثر من 150عام وشكل وجوده مع كنيسه التواهي ومقبره الانجليز بالمعلا خصوصيتها الفريدة بين مختلف مدن الجزيرة والخليج والقرن الافريقي وعلامه تاريخيه لحقبه زمنيه عاشتها عدن ومثلت جزء اساسيا من تاريخها المعبر عن عالميتها وارثها الحضاري المتنوع الذي يمثل اساس فخرها وفخر ابنائها بها. لقد مثل صدور هذا الحكم بالإزالة للمعبد صدمه كبيره لأبناء عدن والجنوب عموما فهذا المعبد لم يعد موقعا للعبادة منذ استقلال الجنوب عن بريطانيا بل تحول وبجهود دوله الجنوب الى موقع اثري مميز حرصت حكومة الثورة بعد الاستقلال على استمراريه بقائه كمعلم تاريخي واثري مميز لمدينه عدن وعملت على المحافظة على بقائه كموقع سياحي ايضا يجتذب المهتمين به من شعوب شرق اسيا ومختلف انحاء العالم ولم يتوقع احدا على مدى السنوات الماضية ان يأتي يوما ليتجرا قاضيا او نظاما او متنفذا ليسعي لا زاله هذا المعلم ولكننا الان وفي ضل نظام احتلالي حاقد على الجنوب وتحديدا عاصمته الأبية فان كل شيء متوقع من هذا النظام الذي استفز كل ابناء الجنوب ومنظماته المجتمعية المدنية بهذا التصرف.
اننا على ثقه ان ابناء عدن والجنوب ومنظمات المجتمع المدني وحراك الجنوب السلمي وكل محبي عدن سيقاومون تنفيذ هذا الحكم وسيسعون بقوه لإفشاله وقد كانت مبادرة نشطاء المجتمع المدني الذين نظموا الوقفة الاحتجاجية عصر يوم امس الخميس 25 ديسمبر امام بوابه هذا المعلم التاريخي هي الخطوة الاولى هي بداية الانطلاق الشعبي للتعبير عن سعي ابناء الجنوب الافشال هذا العمل الاجرامي الذي يمس ليس عدن وحدها وانما الجنوب والمدنية وخطوط تلاقي الحضارات بالعالم اجمع الذي تمثله عدن, ان ابناء عدن والجنوب وحراكهم السلمي وكل قيادات مكوناته وكل منظمات المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية الدولية اجمع مدعوين جميعا للمشاركة الفاعلة بإفشال هذا الحكم المدعوم من وموز الجهل والتخلف والنهب المتنفذة بنظام الاحتلال التي لم تكتفي بالثروة النفطية والبحرية والاراضي الزراعية والاراضي البكر الواسعة بل وصلت لمعالم الجنوب التاريخية والحضارية الهادفة لطمس تاريخ وتفرد وتميز وهويه عدن والجنوب بشكل عام ونامل الاعداد المشترك لمزيد من الفعاليات الحقيقية الضاغطة لوقف هذا الاغتيال لمدينه الاعتدال والوسطية لإفشال محاوله الهدم لهذا الرمز التاريخي والتي لن يكتب لها النجاح الا بتكاتف الجميع من ابناء الجنوب بمختلف مكوناتهم وتوجهاتهم ومنظماتهم واستقطاب المنظمات الإنسانية الدولية للإسهام بهذا الحشد الرافض لهذه المؤامرة التي تستهدف تجريد مدينه عدن من طابعه الحضاري ولمصلحه رموز الجهل والنهب المتوافقة مع توجهات داعميهم وحماتهم في دوله الاحتلال .