شمعتك الثالة من أطفئها؟؟ وعيد ميلادك من أقامه؟؟ وكعكة عيدك من قطعها ؟ فساتينك المخملية من ألبسك إياها؟ وقبلات المباركة من طبعها بجبينك؟ هل احتفل بك احدٌ؟هل باركك احدٌ؟ هل عرف احدٌ بعيدك الثالث؟ هل أعدو العدة له؟ لا... لا أظن أن احدٌ يعرف به.. ولم يفكر احدٌ بعيدك.. ولم يشاء احدٌ أن يحتفل به.. وددت أن احتفل أنا به.. وددت أن أطفئ شموعك .. وددت أن أطبع قبلاتٌ بجبينك.. وددت أن ألبسك فساتين عيدك.. ووددت أن احتضنك وأهنئك.. ولكن شأت الأقدار لي ولك ماشأت.. وفرقت الأيام شملنا بعد أن جمعت.. وأسبلت المدامع ما أسبلت.. وصرخة بداخلي أصوات.. وأصوات.. وثارت براكين..وبراكين.. وسُمع عويلٌ..وعويلٌ.. ونحيبٌ حد الجنون.. وبكاء حد الإغماء.. فعيدك يا ابنتي ذهب.. عيدك يا ابنتي رحل.. عيدك يا ابنتي ولى.. ذهبت معه ابتسامتي.. رحلت معه روحي.. ولت معه سعادتي.. عيدك يا ابنتي كنت انتظره.. كنت أترقبه.. كنت استدنيه.. ولكن الأقدار لم تمهلني.. والسنين لم ترحمني.. والبشر لم يرأفوا بي.. تلك اللحظات التي انتظرتها. .تلك الأمنيات التي تمنيتها.. وتلك الفرحة التي انشدها.. كلها لم تأتي..كلها أصبحت هباء.. كلها كانت مجرد أمنيات.. مجرد رغبات.. وشأت الأقدار خلاف مشيئة الذات.. لكن اعلمي أنني..احتفلت بعيدك.. وأطفئت شموعك من سنوات عمري.. وقبلت أطيافك السابحة في سمائي.. كنت احتفل والدموع تغرقني.. كنت احتفل والآهات تذيبني.. كنت احتفل والنهدات تفتتني.. كنت احتفل والأنات تمزقني.. كنت احتفل والعبرات تخنقني.. كنت أواري ألآمي.. كنت اكتم صرخاتي.. حتى نبضات قلبي ألمتني.. وأنفاسي اذابتني.. ولوعتي أحرقتني.. تساؤلات في خضم ألمي.. هل سيمضي بنا العمر هكذا؟ ألن احتفل بعيدك القادم؟ ألن أطفئ شموعك القادمة؟ ألن أقبلك قبلات المباركة؟ ألن احتضنك؟أعاتب من؟ اسأل من؟استجدي الإجابة من من؟ ومن سيخمد نيراني؟ من سيمسح دمعاتي؟ إذا هل افقد الأمل؟ هل أنسى أعيادك؟ هل اسميها أعياد ضائعة؟ هل اسميها أحلام تائهة؟ هل اسميها أمنيات مستحيلة؟ أم انتظر عيدك القادم؟ وشموعك القادمة..