لم يحل العام 1960م الا وقد تعرف العالم على الجنوب العربي وهويته الخاصة ونضال شعبه تحت قيادة رابطة ابناء الجنوب العربي التي اوصلت قضية تحرير واستقلال الجنوب الى المحافل الدولية والعربية والإقليمية وصدرت القرارات الدوليه بشان حق الشعب في الجنوب العربي في التحرير من الاستعمار البريطاني. ومن الحقائق الثابتة في التاريخ بان ثورة 14 اكتوبر المجيده لم تأتي من فراغ بل جاءت على خلفيه التاريخ النضالي لشعب الجنوب العربي وقواه الوطنية التحرريه فجاءت ثورة اكتوبر امتداد لهذا السجل الوطني العظيم ولم تعرف تلك الثلة الثائرة من ابناء ردفان بتقدمهم الشيخ غالب بن راجح لبوزه القطيبي إلا هوية الارض والإنسان والتاريخ وهي هوية الجنوب العربي لذ لعبت ثورة اكتوبر وسارت من اجل تحرير واستقلال الجنوب العربي من المحتل البريطاني .
ويثبت التاريخ والوقائع والإحداث بان هذه الثورة قد تعرضت لمؤامرة مدبره تلخصت في تفريغ وصرف الثورة عن هويتها " هوية الجنوب العربي" وإفراغها من مضمونها الجنوب العربي .
لقد تمثلت المرحلة الاولى من مؤامرة حرف هذه الثورة عن هويتها من خلال يمننه هذه الثورة ولم يكن الصراع بين مكونات الثورة الجنوبية التحرريه قبل 1967م إلا مظهر من خلاف على الهوية وجاء اعلان جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية إلا مرحله جديدة من التآمر على ثورة اكتوبر وقطع صلتها بهويتها الجنوب العربي وإحلال هوية اليمن لطمس هوية الجنوب العربي وبذلك دخل الشعب في الجنوب العربي مرحلة من الماسي والصراعات وبدأت هنا المرحلة الثانية من التآمر على ثورة اكتوبر وعلي هوية الجنوب العرب حيث تم استجلاب فكر وأيدلوجية تخالف تماما هوية الجنوب العربي وغريبة عن ديانته وفكره وثقافته وعاداته وتقاليده وكان ما حدث .
ولم تتوقف سياسة وإجراءات النظام الحاكم في الجنوب العربي في حرف ثورة اكتوبر وطمسها عند تلك الحدود بل جاء دستور جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لينعي بان الجنسية اليمنية واحدة .
جاءت اتفاقية النكبة في 22 مايو 1990م التي وقعها المناضل على سالم البيض من خلال " عمل سياسي غير موفق" وقراءه سياسيه قاصرة لتزيد من اجراءات وسياسة طمس هوية الجنوب العربي وانتفض الشعب في الجنوب العربي من خلال حراكه الجنوبي السلمي مطالبا بتحرير واستقلال الجنوب العربي من الاحتلال اليمني وبناء دولة الجنوب العربي الجديدة .
اي مشروع سياسي للتحرير والاستقلال لا يستند ولا يكون مرجعيته الوحيدة هوية الجنوب العربي فهوا يتعارض مع تطلعات شعب الجنوب في التحرير والاستقلال ولن يكتب له النجاح .
ان صراعنا مع الاحتلال اليمني هو صراع هوية فاما ان تكون هويتنا الجنوبيه العربية وتكون لنا دولتنا بهوية الجنوب العربي وأما نكون فرعا من اصل وهذ ما يرفضه شعب الجنوب العربي
