خبر اختطاف الدكتور احمد بن مبارك المنسوب مسؤولية هذا العمل لجماعة أنصار الله أمرا جداً مزعج ويجب إدانته دون تحفظ وتزداد الرغبة في إدانته حين يكون علي رأس هذا المكون او الحركة الحوثية بشخص عبد الملك الحوثي المنتمي لأسرة آل البيت ومن المنطلق نفسه وبعيدا عن السياسة اشعر ان هذه الأعمال ليست من شيمة أفراد آل البيت . السؤال هو هل من قاموا بمثل هذا العمل من مجموعة أنصار الله تم تنفيذه بتعليمات مباشرة من(السيد) أم من أطراف أخرى من الحركة ولكنهم لا ينتمون إلى فئة السادة ولا يستشعرون أو ربما حتى لا يبالون بتداعيات عمل مسيء هكذا علي سمعة آل البيت . كنت دائماً و لا زلت ارفض الخلط بين الدين والسياسة واستخدام الدين في السياسة لأنها تضر بسماحة الدين الإسلامي وكذا ببقية الأديان السماوية لان في السياسة فيها قدرا من الكذب تسمي المراوغة والمناورة والتضليل و الكذب هو احد أوجه السياسة وكذا لا يمكن أيضاً التوفيق دائماً بين الأخلاق والسياسة تحت ذريعة الميكيافلية السياسية الأهداف تبررها الوسيلة ولو أتباع أبشع الأدوات والوسائلأكانت أخلاقية أم لا في سبيل تحقيق الأهداف !!. في عمليات الاختطافات السابقة التي اشتهرت بها اليمن في نهاية القرن الماضي كانت منحصرة فقط علي اختطاف الأجانب وليس كل الأجانب وإنما من السواح الغربيين أو العاملين من الغربيين في صنعاء بغرض ممارسة الضغط علي الحكومة اليمنية من اجل حثها علي تنفيذ بناء مدارس أو تعبيد طرق الخ. ذلك من المطالب المشروعة وحين كان تسأل الجهات الخاطفة لماذا لا تختطف شخصيات يمنية ؟ كانت الإجابة ان الحكومة لا يهمها لا مسئوليها ولا مواطنيها مما يفسر اختطافهم الأجانب من الدول الغربية التي تمتلك دولها أدوات ضغط علي الحكومة . ماذا يعني إذن دواعي اختطاف الدكتور احمد بن مبارك ؟ هل اختطافه ستؤدي إلى تأجيل تسليم نسخة مسودة الدستور الاتحادي إلى الهيئة الوطنية العليا لمراقبة تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل ؟ أليس اجتماع الرئيس في يوم الاختطاف نفسه بأعضاء الهيئة وتسليم رئيس صياغة الدستور نسخة من مسودة الدستور إلى نائب رئيس الهيئة العليا الدكتور الارياني قد افشل الهدف المعلن من الاختطاف وهل سيؤدي ذلك لاحقا إلى اختطاف رئيس لجنة صياغة الدستور لأنه سلم مسودة الدستور؟ وهل اغتيال الدكتور العزيز إلى قلبي احمد شرف الدين ( لأنه كان احد طلبتي في جامعة صنعاء) في اليوم المخصص للتوقيع علي مخرجات الحوار الوطني أدى إلى عدم توقيع الأطراف الأخرى على تلك الوثيقة وهل اغتيال الصديق العزيز الدكتور محمد عبد الملك المتوكل أدت إلى عرقلة مسار العملية السياسية ؟؟ قلت الهدف المعلن من الاختطاف منع تسليم مسودة الدستور ولم يمنع هذا العمل ذلك ولا اعتقد أنهم لا يعلمون ذلك وإنما الهدف قد وأقول قد يكون ابعد من ذلك في البحث على استخراج معلومات خاصة وربما حساسة يعتقدون ان الدكتور احمد مطلع عليها أو على علم بها وهذا بدوره سيتبين لهم سذاجتهم باعتقادهم ذلك.
في الخلاصة 1 - هذا العمل يؤكد ما توصلت إليه من تحليل مبكر في أغسطس العام الماضي في المقال بعنوان( دعوا اليمن قبل الجنوب تتحمل مسؤولية إفشال مخرجات الحوار ) وهو ما يحدث الان تحت ذرائع مختلفة. 2- من المؤسف الان ما كنت اعتقد انه سيقتصر علي فتاوى الشيخ الزنداني ونافذين آخرين يلتقون معهم الان جماعة أنصار الله وعلي رأسهم قائد من آل البيت مما يسئ إلى من ينتمون إلى آل البيت ويلتقون بذلك استخدام نفس آلية بعض أفراد القبائل التي كانت تختطف الأجانب سابقا 3- على أبناء الجنوب وكل القوى الحية في المنا طق الأخرى الوقوف بحزم أمام ظاهرة الاختطاف غير الحضارية في القرن الواحد والعشرون قد نختلف في المواقف السياسية وهذا أمر طبيعي ولكن حين تصل الأمور إلى هذا المستوي المتخلف يجب مواجهتها وإدانتها دون تردد بأدوات مدنية وحضارية