ما شهدته شوارع صنعاء يوم الاثنين من مواجهات عسكرية بين الحوثيين والحرس الرئاسي بمختلف الاسلحة الخفيفة والثقيلة وبوتيرة عالية أجبرت العالم النائم عن الحقيقة وفي مقدمتهم الجامعة العربية على الاصغاء لما يحدث والدعوة الى الوقف الفوري لإطلاق النار بين الاطراف المتحاربة والاحتكام الى لغة العقل وتحكيم المنطق وتغليب لغة الحوار لتجنب الانجرار في متاهات الحرب الأهلية التي كانت في يوم من الايام ورقة الضغط التي يستخدمها المخلوع علي صالح لمعارضيه أبان فتره حكمه وأثناء قيام الثورة الشبابية في صنعاء. والمتأمل لحيثيات الوضع هناك سيقرأ أزمة خانقة يصطنعها المتنفذون ويقيم على حبك أحداثها خبراء ومتمرسون على صناعة الأزمات في المنطقة لفتح متاهة جديدة أمام الساعين الى لملمة الاشلاء في الشمال وكذلك السعي لخلط الأوراق الأممية المتعلقة بالقضية الجنوبية العادلة ومحاولة صرف النظر الاقليمي والدولي عن مطالب شعب الجنوب المنطوية تحت لواء التحرير والاستقلال واستعادة الارض والهوية كاملة السيادة. وهذه اللعبة السياسية التي يرسم أحداثها المخلوع على صالح وبأيادي حوثية مدفوعة ستفرض منحنى جديد على الأوضاع في المنطقة وستجبر المتعاطون مع القضايا الشائكة في اليمن الى القبول بإنصاف الحلول المقترحة من قبل الحوثيين ووضع مشاريعهم وإراداتهم المستقبلية في دائرة التعاطي والاهتمام من كل الاطراف في اليمن والاصغاء الى تلك الاملاءات الرامية الى تنفيذ أجندة خارجية وداخلية قد تؤثر وبشكل مباشر على العلاقات اليمنية مع دول المنطقة. ومراراً وتكراراً يسعى المخلوع علي صالح الى غرس العداء المطلق للجنوب في قلوب حلفاءه الحوثيين الذي كانوا حتى الامس القريب لا يضعون الجنوب وقضيته العادلة في دائرة العداء للوحدة سواء لليمن او للوحدة المشؤمة ، أما اليوم فقد اظهرت بعض التجاوزات في الخطاب السياسي لانصار الله فيما يخص الوضع في الجنوب الى سعيهم الحثيث لاستكمال ما بدأه المخلوع وسياسته الاستيطانية في الجنوب من استباحة أرض الجنوب ونهب ثرواته للحيلولة دون وصول الشعب الجنوبي بقضيته الى بر الأمان، والسعي للوصول بالجنوب وشعبه الى حافة الهاوية . وقد اتضحت الرؤية وانكشفت النوايا المبيتة ضد الجنوب وشعبه عند كل الاطراف سواء المتحالفة او المتصارعة في صنعاء ولا يستثنى احداً، وما تلك الاحداث التي تعيشها العاصمة صنعاء منذ اجتياحها في العالم المنصرم من قبل مليشيات الحوثيين ماهي الا لعبة قذرة يحيكها أقطاب الحكم والصراع في صنعاء وبكافة انتماءاتهم الحزبية والمذهبية للالتفاف على قضية الجنوب العادلة بعد وصولها الى أروقة الأممالمتحدة والمنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية ، وختاماً إن غاب الوعي الاممي والأقليمي عن حقيقة الصراع المصطنع في المنطقة لكنه لن يندثر وسيولي الاوضاع في المنطقة وقضية الجنوب العادلة يوماً من الايام كل الاهتمام والرعاية. واللعبة السياسية المفبركة التي بدأت تفاصيلها في القصر الرئاسي ستنتهي وبلا شك في ذات المكان وإن اختلفت المسميات . وسينتصر الحق وسينتصر شعب الجنوب بإذن الله !