في كل الثورات التي اشعلتها الشعوب الثائرة ضد الظلم والطغيان لأجل العيش بحرية في وطن مستقل دائماً تبرز أسماء كان لها النصيب الأكبر في نصرة الثورة وتثبيت الحق ونبذ الباطل والوقوف ضد الظالم بجانب المظلوم .. وكذلك أشخاص كان لهم نصيباً في التضحية والفداء لأجل الانتصار للثورة وللوطن المغتصب .. فكل الشعوب التي اشعلت ثورات في بلدانهم دفعت ثمن الحرية وعانت كل أنواع العذاب والمعاناة في ظل الثورة .. مما لا شك فيه ان الشهداء هم ذوي النصيب اللامحدود من البطولة والفخر والعزة وهناك ايضاً جرحى وأسرى عانوا ويلات العذاب في ظل الثورة وثلاثتهم يستحقوا كل المجد .. وكذلك هناك ثوار كرسوا حياتهم لأجل الثورة والوطن .
ثوار عاشوا حياتهم في خدمة الوطن رفعتهم المواقف البطولية حتى أصبحوا يلامسوا قمم الجبال شموخاً ؛ فيجب ان تبادل تلك الشعوب أبطالها الوفاء بالوفاء وأعطاهم ما يستحقوا من تكريم وتعظيم تجسيداً لدورهم النضالي الذي قدموه ..
وهنا في الجنوب ومن ضمن هؤلاء الأسماء التي نتحدث عنها اسماً عرفه الجميع بتلك الشخصية الثورية الرائعة والغنية عن التعريف ؛ اسماً لطالما غازل ميادين البطولة والشرف بحثاً عن وطنه المفقود مجاهداً لينتزع هويته الجنوبية المسلوبة ..
هنا نقف وقفة تعظيم وإجلال لشخصية وطنية من الطراز الرفيع تدعى " محسن علي حسين السيد " الثائر التواق للحرية والعاشق لأرض الجنوب والطموح برؤية وطنه حراً ابياً وعلم وطنه يلامس أشعة الشمس مرفرفاً من أعلى قمة جبل شمسان ..
نتحدث عن رجل كرس حياته بأكملها في خدمة القضية الجنوب فالفقيد كان أحد ابرز قيادات المجلس العسكري بمديرية ردفان وأحد قيادات دائرة المتقاعدين العسكريين وقد شارك الفقيد في تدريب الجيش الجنوبي الحر في مجال المدفعية وغيرها ..
مهما حاولنا ان نوصف اخلاصك وحبك للوطن الجنوب فلن نستطيع ذلك فأفعالك فوق مستوى الكلام والأبجدية وحدها لا تكفي لتعطيك حقك أيها الرجل المخلص والثائر العظيم .. سيدوّن التاريخ أسماء كل من شارك في تيسير طريق الاستقلال وسيسطر التاريخ اسمك بحروف من ذهب .. رحمة ربي تغشاك وأدخلك جنة الفردوس .