الوضع الذي سبق وعشته وتعيشه اليوم صنعاء أشبه بالوضع الذي سبق وعاشته عدن إلى حدا ما وإن كان الوضع الذي عاشته عدن أكثر مأساوية ووحشية من حيث الإجرام والنهب والفوضى . لقد سقطت صنعا في يد أنصار الله الحوثيين بقوت السلاح وسيطروا على مؤسساتها ونشروا مسلحيهم المسماة اللجان الشعبية تحت ذريعة ومبرر حفظ الأمن ومنع النهب والسلب لتلك المؤسسات ، حيث أن هذه الحالة تعد مغايرة تماما لما حدث لعاصمة دولة الجنوب عدن صيف 1994م عند اجتياحها عسكريا لتسقط فريسة للنهب والسلب و والفوضى تقاسمتها عصابات إجرامية همجية عسكرية وقبلية مارست ولا زالت تمارس أبشع صنوف الإجرام و الإرهاب والمؤامرات حتى اللحظة . لقد كشف الساسة المتآمرون القادمون من الشمال تحت يافطة ما يسمى الوحدة عن مدى عنصريتهم وحقدهم وبغضهم على الجنوب وتعرت سوءاتهم ،على الرغم من أن السواد الأعظم من أبناء الجنوب أدرك ذلك منذ وقت مبكر وقال كلمته بصوت عال وفي وضح النهار فليرحل الاحتلال الشمالي من الجنوب ويرفع الساسة الشماليين يدهم عن ارض الجنوب ويتركوا الجنوب وشعبة يقرر مصيره على تراب أرضه ليعيش بسلام وأمان ، بعيدا عن صراعاتهم . أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها وتشهدها عاصمة دولة الاحتلال صنعا ، أسقطت ورقة التوت وفضحت وعرت كافة الفئات الشمالية على وجه الخصوص أحزاب ومنظمات ومن ارتضى السير على نهجهم وبينت وأظهرت عن كيفية تعاملهم مع موقف الأحداث التي تجري سواء في الشمال أو الجنوب ، فما تعرضت له صنعاء من سقوط بيد الحوثيين بقوت السلاح يصفونه بالاحتلال ، بينما عدن التي تعرضت لاجتياح عسكري وقبلي إرهابي وارتكاب جرائم حرب ونهب وسلب وتدمير ممنهج لمؤسسات دولة الجنوب وتشريد قيادته العسكرية والمدنية والسياسية والذي يمارس حتى اللحظة لم يجرئوا على وصفة بالاحتلال وهي حالة تكشف عن مدى العنصرية والتطرف التي يتعاملون بها ، فلم يتجرا سياسي شمالي ولا كاتب ولا صحفي أن يصف ما تعرض ويتعرض له الجنوب بالاحتلال . أن هناك الكثير من الأحداث والشواهد التي نسوقها هنا أنما نسوقها إلى إخواننا الجنوبيين الذين يعيشون على وهم ما يسمى الوحدة أو أولئك الذين يزعمون تمثيلهم الحراك الجنوبي كذبا وبهتانا ، ونقول لهم أن الساسة الشماليين لا يريدوا أن يقتصر دوركم عن دور المشرع لمشروع لم يعد أساسا موجود أسقطوه هم بعنصريتهم وهمجيتهم وكراهيتهم بيد نظامهم الفاسد وقبائلهم الهمجية ومتطرفيهم ، ليستمروا في مسلسل النهب والتقاسم للأرض والثروة الجنوبية . أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها عاصمة دولة الاحتلال ومدى العنصرية التي يتعامل بها المحتل الشمالي بحق الجنوب الأرض والإنسان أينما وجد ، يستوجب ويتوجب أن تكون قد قطعت أخر خيط من خيوط سياسة شرعنت قتل الإنسان الجنوبي ونهب ثرواته وطمس هويته واستهداف تاريخه وسقوط نظريتهم السمجة التي ما يفتأوا التشدق بها أمام وسائل الاعلام وهي الرئيس من الجنوب ورئيس الوزراء من الجنوب ووزير الدفاع من الجنوب وسقط معها أخر فصل من فصول سياسة التمييز العنصري الذي انتهجها وينتهجها الشمال بحق الجنوب وبنائه .