لا أعتقد أنه بات من المناسب استمرار جلسات الحوار في صنعاء، ولن تقبل أغلب الأطراف السياسية بذلك بحسب المعلومات التي لدي وبالأخص بعد الانقلاب السياسي الذي أحدثه وصول الرئيس هادي الى عدن وتراجعه الضمني عن استقالته التي فشل مجلس النواب في قبولها وبالتالي لا يزال هادي رئيساً شرعياً لليمن. لا أنصح الأطراف السياسية بمزيد من المقامرات، بحيث يسعى كل طرف الى فرض مكان محدد لعقد المفاوضات، فلا صنعاء تصلح لذلك ولن يقبل أنصار الله "الحوثيين" بعقدها في عدن، ومن هنا على الجميع التفكير بمخرج من ذلك المأزق الشكلي، وأعتقد أن مدينة تعز هي المكان المناسب لعقد جلسات التفاوض والحوار، فلا يستطيع أي طرف الزعم أنه المسيطر عليها، تعز تمثل ما تبقى من مؤسسات الدولة، وقد تمكن محافظها شوقي هائل من تجنيبها الوضع الشاذ الذي في صنعاء أو عدن، والتان تُحكَمان من اللجان الشعبية، لجان أنصار الله تدير صنعاء، ولجان هادي تسيطر على عدن.
سيكون حوار تعز بين الشرعية الرسمية والشرعية الثورية وعلى الطرفين أن يقدما تنازلات لنخرج جميعاً بشرعية جديدة هي الشرعية الوطنية والتوافقية.