انتشرت في الآونة الأخيرة في مدارس الضالع وثانوياتها ظاهرة ( المعلم البديل ) ، ولا تكاد تخلو مدرسة أو ثانوية من المعلم البديل ، وهو أن يقوم شخص عاطل عن العمل بالتدريس بدلاً عن المعلم مقابل مبلغ زهيد لا يتجاوز عشرين ألف ريال وفي أحسن الاحوال مناصفة الراتب بين المعلم الذي تُخْلى مسئوليته – وبعدها يحق له أن يذهب أينما شاء سواء يمارس التجارة أو غيرها من الاعمال الحرة أو حتى يغترب خارج الوطن – وبديله الذي يتحمل على كاهله تلك المسئولية برعاية وموافقة إدارات المدارس ومكتبي التربية بالمديرية والمحافظة ...؟!!... وحقيقة أن هذه الظاهرة التي استفحلت وانتشرت في مدارسنا انتشار النار في الهشيم ظاهرة خطيرة جداً جداً جداً ، وإذا لم يتم تداركها والقضاء عليها سريعاً قد تصيب العملية التعليمية والتربوية – التي هي أصلاً في حال يرثى له – في مقتل وتجعلها تلفظ أنفاسها الأخيرة ....!!! والمضحك المبكي أن المعلم البديل لا يشترط فيه تطابق الشهادة والتخصص ، فقد يكون رياضيات وبديله انجليزي أو حتى تربية إسلامية ..؟!!!.. وهذا بالطبع يعتبر مخالف للقانون ويعرض جميع الأطراف : المعلم وبديله ومسئولي المدارس والتربية للمساءلة القانونية لاسيما أن قانون الخدمة المدنية واضح ولا يسمح البتة بإعفاء الموظف عن أداء واجبه في وحدته الادارية إلا في الحالات التي نص عليها القانون في تشريعات الخدمة المدنية وهي النقل والندب والإعارة ..!!... أما من الناحية الشرعية فهذا حرام ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابي هريرة رضي الله عنه : (.......ومن غشنا فليس منا ) وفي الحديث الشريف الذي أخرجه الترمذي في سننه عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( لاَ تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلاَهُ، وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِم ) ، فكل ريال في الراتب يكون حراماً على المعلم الذي خان الأمانة الملقاة على عاتقه كونه لم يبذل أي جهد ولم يقم بأي عمل حتى يستحق ذلك الراتب ويكون حلالاً عليه ..!!!.. أخيراً : أوجه مناشدتي إلى كافة الجهات المختصة وأولها المعلمين بأن يتقوا الله في أبناء المسلمين وأن يسارعوا في إعادة الاعتبار للعملية التعليمية والتربوية التي ذبحت من الوريد الى الوريد ، إلى درجة أن الطلاب يتخرجون من الثانوية وهم أنصاف متعلمين ...!!.