جاءت ملابسات اعتقال الأخ وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي في منطقة العند حالة من الغموض الذي يكتنفها ،حيث تعددت الروايات بين مؤكد ومشكك. واي كانت التأويلات هنا وهناك الا انه من المؤكد بأن الوزير تم اعتقاله والسفر به الى صنعاء. كنت منذ الوهلة الأولى من مرور اربعة وعشرون ساعة من الاختفاء ان المذكور قد قتل او اغتيل ،وانه من غير المعقول ان يضل قائد عسكري بحجم اللواء محمود الصبيحي بغض النظر عن مهامه ومنصبه فأنه من اللازم والمحتم ان ينفي ذلك اكان تصريحا وظهورا على وسائل الاعلام المرئي وليس عبر تسجيل صوتي موزع كما جاء. في كل الاحوال الرجل الذي عاد من قبضة الحوثيين في صنعاء واستقر به الحال في منزله ،كان محقا في قراءته لواقع عبدربه منصور المزري ،فهو يعرف ان الرئيس مسلوب القوة والارادة وبالتالي فأن الرهان على الحرب والامور هكذا دون ترتيب تستدعيه ان يمكث في بيته ولا ان يفشل! ،لكن الوساطات تلو الوساطات من عبدربه والاحراجات استطاعت من احراجه وليس اقناعه الى ان يعود الى جهة عمله كوزيراً للدفاع. حادثة وقوعه بالاعتقال مثلت حقيقة واضحه على صدق نظرته بأن الاوضاع غير مرتبه وغير منظمه وان عبدربه يخوض حرب بالوكالة مستعينا بالناس الذين كانوا في يومآ ما احد اسباب معاناتهم نطام الرئيس نفسه الذي عجز عن عودتهم الى مرافقهم وتعويضهم التعويض المناسب اسوةً بما يتم انفاقه على القبائل والمشائخ المتقطعة في الطرقات. الصبيحي الانسان هو ذلك الانسان الذي احبه الناس شمالا وجنوبا لبساطته وصدقه هاهو ضحية العمل العشوائي الغير منظم وللحرب التي لم يعد لها الرئيس هادي اي اعداد رغم إعلانها من قبل عبدالملك الحوثي والبدء بحالة التعبئة الشعبية بالشمال لغرض اجتياح الجنوب، بينما رئيس اليمن الموحد مشغول بعقد لقاءات داخل القصر والذي اصبح اليوم دون حراسات رئاسية. قناة اليمن التي تتبع سيطرة الحوثيين وكذلك قناة المسيرة كانت قد اعلنت عن اعتقال الصبيحي وناصر منصور وفيصل رجب، ثم بعد ايام تمت اعلان ان قيادة الحوثي تحقق مع الافراد الذين ساعدوا على فرار الوزير من مكانه. تأكيد ثم الاعتذار عن نبأ اعتقاله من قبل الحوثيين كما اكده الأخ علي البخيتي في حائطه الاجتماعي يدل دلاله قاطعه بأن الجماعة قد درست مسألة اعلان الاعتقال بأنه كان سلبيا في المرة الأولى لاعتبارات عدة اولها ان ما يحتله هذا الرجل من مكانه قد يعزز من صرامة المقاومة الجنوبية ويزيد من التفاف القبائل في الصبيحة نحو الاشتراك والتضحية معه. وثانيا ان الرجل بدرجة وزير دوله وسيكون هناك ضغط داخلي وخارجي والدخول في مشاورات هنا وهناك واشغال الرأي العام به. وثالثا هناك من يكون قد نصح الحوثيين بإخفاء المذكور ونفي اعتقاله لكي يكون مصيره بالبقاء مختفيا وغامضا كما هو حاصل مع العميد صالح منصر السييلي محافظ عدن سابقا والذي تصر بعض الروايات على وجوده محتجزا في سجون صنعاء منذ حرب 94 الظالمة. نستخلص ان اللواء الصبيحي أسيراً بيد الحوثي وعفاش وان أي اذى يتعرض له يتحملون مسؤولية حياته هو ورفاقه .