مدينتي الصغيرة تتحمل الظلم الكبير رائحة الدم تملأ حناياها والخيانة تغتالها، أصوات فجه ونباح كلاب يبعث بالخوف والقلق،،شبح الموت يسيطر عليها.. مدينتي لا غذاء ولا علاج الأسر تموت جوعا لا كهرباء ولا ماء، مدينتي تقصف بدبابات العدو ليل نهار ولم يكفيهم هذا بل استعانوا بدول أخرى لكي يتشاركوا جميعهم في قتلنا.. كانوا كالكلاب تأكل معنا وتنام معنا وتتنفس هؤائنا وتحلم بغدا أفضل على حساب جثث أبنائنا.. مدينتي سكانها لا يستطيعون البقاء في بيوتهم أو الرجوع إليها بعدما تركوها من شده القصف البربري عليهم.. أصبحوا الآن مشردين مشتتين بمناطق بعيده عن سكنهم.. وللأسف لا يستطيعون الرجوع لان مناطقهم أصبحت تحت سيطرة المحتل البغيض..
نحن أخطأنا عندما صدقناهم وسلمنا لهم.. نحن من أعطينا حق القداسة لأناس ليست فيهم..
مدينتي تحارب ارهآب شرس بعضه واضح وبعضه الآخر خلف شقوق، إرهاب يقتل أبناء الجنوب بكل الوسائل الأخلاقية والغير أخلاقية. مدينتي تحت الحصار وشعبي يموت لأن الدواء لم يصله أو لم يستطع هو الذهاب إليه.. المساعدات الخارجية الذي أتت لم تصل للأسف لمن يحتاجها ومعونات الصليب الأحمر حولت لمستشفى الجمهورية فقط رغم استغاثت باقي المستشفيات.. وللعلم أن الجرحى والمصابين لا يستطيعوا الذهاب إليها بسبب موقعها ولأنها تحت سيطرة الغزاة، الطريق إليها في منتهى الخطورة مما جعل بعض أطبائها يغادرونها.. المنحة الطبية أتت لمن وسيتعالج بها من اجيبوني فقد اختلطت الأوراق وضاع الحق في عدن ما بين الظالم والمظلوم..
أما من ناحية المعونات العسكرية الذي بعثتها قوى التحالف لتكون عوناً بسيط لنا وتساعدنا نوعا ما فهي أيضا قد أصبحت غير موجودة ولا يعرف أين هي وتحت سيطرة من.. إلا نسبه بسيطة منها وزعت للبعض.. من يفعل هذا بنا ومن القادر على أن يمنع عنا مساعدات قدمت إلينا كشعب مكلوم.. كل هذا طبعا والقيادة لم تحرك ساكنا والمسئولين كل يوم بحال كما نراهم على شاشات التلفاز، يوما يطلبوا العون والمدد لإنقاذنا ويوم آخر يقولون لا داعي.. بالله عليكم كيف سيدركون ما يحتاجه الشعب وهم لا زالوا في بروج مشيده خارج حدود الألم الجنوبي. قياداتنا للأسف تمتلك من العبارات والكلمات ما يكفي تزخرفها وتلونها وتقدمها لنا بقالب ثوري جميل ولكنها في الأخير كلمات لا تغني ولا تسمن من جوع والفعل معدوم.. الحقيقة أمامنا على الأرض واضحة وجليه بلادي اليوم لا يحكمها ولا ينقذها إلا أبنائها.. أحبوها بصدق يسقط الشهيد لأجلها مبتسما، وينزف الجريح ولا يريد ترك الميدان.. هؤلاء هم الأبطال هؤلاء هم الشرعية هؤلاء هم القادة نعم لا شرعيه إلا لكم.. ولا حق إلا منكم.. ولا غد إلا بكم..