واصل المئات من المتظاهرين تجمهرهم أمام بوابتي مطار عدن الداخلية والخارجية احتجاجاً على اعتقال السفير السابق "أحمد عبدالله الحسني" قبل نحو ثلاث ساعات. وكان جنود من جهاز المخابرات اليمنية بغرفتيه القومي والسياسي قد اعتقلوا الحسني من داخل الطائرة التي حطت في مطار عدن في الرابعة فجراً بالتوقيت المحلي.
وقال علي باعامر مسؤول صندوق الإغاثة الجنوبي والذي كان مرافقاً للحسني إلى جانب المونتير والديزاينر "رائد المنصوب" الذي يعمل في قناة "عدن لايف" لمراسل "عدن الغد" أن جنوداً بزي مدني وعسكري بعضهم ملثمين قاموا باقتياد "الحسني" من داخل الطائرة بطريقة "غير إنسانية".
وقال مسافرون على متن الطائرة التي قدمت من مطار الملكة "علياء" بالأردن أن الجنود قالوا لهم أثناء اقتحامهم الطائرة أنهم يبحثون عن شخص مطلوب أمنياً ثم قاموا بسحب "الحسني" بالقوة إلى خارج الطائرة حيث كانت دوريات أمنية وعسكرية ترابط في مدرج المطار.
وهتف العشرات من الذين تمكنوا من الدخول إلى أمام بوابة الوصول "ثورة ثورة ياجنوب" عقب انتشار خبر اعتقال الحسني, وافترش بعضهم الأرض احتجاجاً وقالوا أنهم سيرابطون حتى إطلاق سراحه.
وقال شهود عيان أن مدرعة عسكرية شوهدت تغادر معسكر بدر بعد دقائق من اعتقال الحسني ويعتقد أنها كانت تنقله إلى جهة غير معلومة ويلتصق المعسكر بالمطار من الجهة الجنوبية الغربية.
وحمل محتجون مسؤول قسم الجرافيك "رائد المنصوب" على أكتافهم عقب خروجه وكان يضع وشاحاً محاكاً بألوان علم دولة الجنوب السابقة, وطافوا حول دوار يقع أمام المطار ورفعوا الأعلام الجنوبية.
وإلى جانب البوابة الخارجية على مقربة من دوار المطار تحلق العشرات ورددوا أهازيجاً شعبية تطالب باستقلال الشمال عن الجنوب.
والحسني هو أول معارض جنوبي يطالب باستقلال الجنوب عن الشمال يعود من الخارج, وعاد خلال الأشهر السابقة معارضون جنوبيون يسعون لإقامة دولة اتحادية بين الجنوب والشمال.
وهذا الاعتقال سيعزز لدى قطاع واسع من الجنوبيين الاعتقاد بأن حكومة الوفاق الحالية لاتختلف في جوهرها عن حكومة النظام السابق حين كان حزب المؤتمر الشعبي العام يحكم منفرداً, وقد يضع جهود الرئيس التوافقي "عبدربه منصور هادي" الذي ينتمي إلى الجنوب في وضع محرج.
ويأتي هذا الاعتقال بالرغم من أن حكومة الوفاق تقول أنها تقوم بتهيئة الأجواء لإقامة مؤتمر للحوار الوطني يقول الداعون إليه أنه يعترف بالقضية الجنوبية ولايضع سقفاً للحديث عن حلول مقترحة لها.