مسيرة النضال السلمي هيأت لمرحلة جديدة من الكفاح ضد العدو المحتل لأرضنا وتهيأت الظروف لترتيب الصف ولكن للأسف لا زالت بعض العقول عاجزة عن استيعاب المتغيرات الحاصلة في الداخل والخارج ولم تفهم اللعبة السياسية بالشكل الذي يخدم نضالنا وكفاحنا من اجل تحرير ارضنا ولا زال التفكير بسيط ولا يرتقي الى مستوى الحدث الحاصل حالياً على الساحة الجنوبية ، وما يثير التساؤل اننا لم نسمع عن تنسيق حقيقي بين جبهات القتال . واذا حصل التنسيق الكامل بين مختلف الجبهات الموجودة والعمل على فتح جبهات جديدة في كل مناطق الجنوب سنعرف ان مسيرتنا الكفاحية تسير في مسارها الصحيح ، لان توحيد الصف وترتيب الجبهة الداخلية الجنوبية بالشكل الذي يجعلها قادره على التعامل مع كل المتغيرات ، واستيعاب ما يدور في الداخل والمحيط الاقليمي والعالمي يجعل نضالنا يرتقي الى مستوى ثورة حقيقية شاملة على كامل التراب الوطني الجنوبي وبالتالي يجعل محيطنا الاقليمي يلفت الينا بعين الاعتبار وسيدفع العالم الى الاعتراف بنا ليس مجرد اعتراف بعدالة قضينا بل بحقنا وتقرير مصيرنا على اساس اننا كيان مستقل وحلقة من حلقات العالم المترابطة من الشرق الى الغرب.
اما بالنسبة لأخوتنا الأعداء في الجمهورية العربية اليمنية بعد ان ينكسر كبريائهم في الجنوب وتتحطم آمالهم في السيطرة على أرضنا فاقرب طريق لهم من اجل الحفاظ على ما تبقى من قواتهم هو اعلان الانفصال او فك الارتباط مع الجنوب والعمل على تصفية الحسابات بينهم كما كان الوضع في ستينات وسبعينات القرن الماضي أما نحن في الجنوب اذا فهم الشعب مصلحته واستوعب الدروس المريرة التي عاشها في الماضي قبل وبعد الوحدة فسيكون أحسن حالاً من الشمال لان عقول الشباب الذين يعتبروا عمود المستقبل لازالت بكر ومتفتحة نحو مستقبل أفضل، والثورة كفيلة بان تبرز جيوش عملاقة في المجالات المختلفة العسكرية والسياسية والاقتصادية وغيرها .
وبالتالي ستكون خطوات بنا الدولة بعد التحرير اسهل اذا وجد النهج السياسي المعتدل اما اذا وقعنا في فخ المؤامرات الدولية والإقليمية سندخل في صراع امر من المر وما نشاهده في ليبيا والعراق وسوريا خير مثال ولكن بعون الله سنتجاوز كل المحن وسنحطم كل الحواجز وسنتخطى الصعاب ، نحن فقط محتاجين الى الصبر والحكمة في التعامل فيما بيننا فلا نتسرع في اي شيء وخروج المحتل مجرد وقت ان شاء الله وهذه سنة الله في الكون كما ظلمونا وعذبوا شعبنا وشردوا وقتلوا خيرة شبابنا جاءت الاقدار وشربوا بنفس الكاس التي جرعونا منها مرارة العلقم فسبحان من يمهل ولا يهمل والجزاء من جنس العمل ، يا عصابات الإرهاب الفكري والسياسي .
هذه مجرد نتيجة للعبة قذرة لعبتموها فاصبروا وتحملوا ثمن ما اقترفتموه بحق شعبنا الجنوبي على مدى 25 عام فنحن اليوم نقاتلكم في موقع الحق وانتم في موقع الباطل والباطل مهما كانت قوته ضعيف امام الحق ، فنصيحة لكم اخرجوا من ارضنا قبل فوات الأوان وابعدوا عن المكابرة التي لا تفيد فكلما زادت الجراح كبرت فجوة العداء بيننا ، واعلموا اننا توحدنا فيما مضى بسبب المآسي والجراح وها نحن اليوم على وشك الفراق الأبدي بسبب الجراح التي ارتكبتموها بحقنا ، اخرجوا فالطريق مفتوح امامكم للخروج وسنودعكم ونحن نحمل منكم جراح وانين ودموع وعذابات لا تمحيها الأيام ولا السنين وستبقى ذكريات اليمة في جبين الدهر ما حيينا وسيتناقلها الأجيال جيل بعد جيل والله المستعان.