لقد كان الشعور العميق بالعزة والكرامة والشموخ الذي فجرت براكينه في قلوب أبناء شعب الجنوب الثائر ، أنشودة ( إما أستعدنا الكرامة .. أو الموت وسط الميادين ) . ومن حين أن أنطلقت الأنشودة الشهيرة لشاعر الجنوبي المقدام ( المكعبي ) ، تحولت إلى شعاراً وطنياً ثورياُ نبيلاً ، وعهداً جنوبياً صادقاً ، ملأت صداه بحناجر مليونيات شعب الجنوب ساحات وميادين النضال السلمي حينها .. شعارا أنطلق من مشاعر وطنية وثورية لأبناء الجنوب الأحرار ، ومن روح الأعتزاز بجنوبيتهم ، والأحساس العميق والمتجذر بهويتهم التأريخية المستقلة .. أخذ أي هذا الشعار طابع العهد والقسم ، كعقيدة وطنية يتمسك بها الجنوبيين وكحاجة مطلوبة إلى تنمية الشعور بالأنتماء والولاء لوطنهم الجنوب ، وإلى إستنهاض وحدة التفاعل التأريخي المجسد لمجد وإباء الأنسان الجنوبي الحر ، الرافض للذل والخنوع والأستكانة . ما يجب علينا هو أن نثبت لهذا كله ثبات أحرار الجنوب وشجعانه ، الذين يؤمنون بأنفسهم وياخذون الشعار المطروح هنا على انه جد لا للمساومة والتسويف ، فأحتملوا في سبيلة كل ما طلب منهم أن يحتمل ، ووطنوا أنفسهم على نتائجة مهما يكن غالياً ومهما يكلف من تضحية . ولعل من أهم مقومات مصداقية هذه القيمة الحية كان أيمان ووفاء أبناء الجنوب الشرفاء الأحرار قد وجدوا أنفسهم امام معركة إستشهادية حقيقية ومصيرية ،وماعاهدوا فعلاً مجد وكرامة شعب الجنوب ، ذات الأرتباط الشديد بتحريره وإستقلاله وبناء دولته القائمة على أسس وثوابت الدولة الوطنية المدنية الحديثة على كامل تراب أرضة . وهاهي عظمة الجنوبيين نراها اليوم تجسد شعارهم المجيد على الأرض ( إما أستعدنا الكرامة .. أو الموت وسط الميادين ) يحملون أرواحهم على أكفهم ، بأروع صور التضحية والفداء ، تحت لواء مقاومة جنوبية رائدة متعاظمة الأتساع ، ومتزايدة القوة والأنتشاء .. برهنت نزعة أبطالها المقاتلين ، الحياة بحرية وعزة وكرامة ، أو الموت أفضل من حياة الذل والمهانة . وبهذه النزعة الجنوبية المتأصلة ، عقدوا العزم ، ولبوا الواجب ، وأوفوا بما قالوه وتعهدوا عليه . نعم يقاتلون اليوم ببسالة كتائب المخلوع ومليشيات الحوثي قتال الأبطال ويلحقون بهم هزائم الخزي والعار .. يموتون في ساحات وجبهات معركة الكرامة موت الشهادة والخلود في كل مساحة جنوبنا الحبيب ، وهم من جديد يعيدون كتابة تأريخ الجنوب ، ويخضبون روح العهد والوفاء بدمائهم الزكية الغالية وبتضحياتهم البطولية النادرة . ولعلنا بكل فخر وأعتزاز نقول هاهي المقاومة الجنوبية الباسلة ، التي اثارت بملاحم صمودها الفخر والأعجاب ليس للجنوب وأهله فقط ، بل لدى احرار العالم ، وحقيقة ما يبرهن ذلك ، إن شعب الجنوب ، شعب مقدام حر ومقاوم ، يمتلك ما يكفية من القوة والثبات وراء حقه الوطني الجنوبي الشرعي المتمثل في التحرير والاستقلال وبناء دولته المدنية الجديدة ، بل وبالمقابل ايضا اثبت هذا الشعب الحر الأبي ، ان لا قوة في العالم قادرة على أن تنتزع منه هذا الحق ، او ان تعيده مرة أخرى إلى قاع اليهود او سوق الملح للبحث عن وحدة عاهره ميته بدل فاقد ، او شرعية بضاعة دولة فاسدة انتهت صلاحية شرعية استخدامها ، فالجنوبيين وهم يواجهون اليوم حرب عدوانية شرسة ظالمة فرضت عليهم أنما يبحثون على شرعية الجنوب ارضاً وشعباً ودولة وهوية وبحدودها الجغرافية المعترف بها إقليمياً ودولياً ما قبل مايو 90م . من المهم والضرورة الآن ، هو اللتفاف الشعبي الواسع حول المقاومة الجنوبية ، وتقديم لها كل عوامل وسبل الأنتصار ، وشتى وسائل الدعم والمساندة على الارض ، حيث أصبحت تشكل اركان قضية شعب الجنوب ، ودعامة أساسية قوية لأنتصارها ، خصوصاً نحو حالات يؤكدها الجنوبيين أنما ما أخذ بالقوة ، لا يعود إلا بالقوة .. والنضال السلمي لم يجدي اليوم نفعاً امام همجية قوة الحديد والنار .. ولم تأتي أيضاً بأي نتيجة سواء أهدار لدماء الجنوبيين ، ولضياع الفرص والوقت معاً . نحيي الروح الكفاحية القتالية العالية الذي استنهض معنويتها وتثويرها ، أبطال المقاومة الجنوبية ، وهم يؤدون رسالتهم الوطنية والتاريخية النبيلة والمشروعة بكل ثقة وثبات ليبرهنوا مجدداً على تمسكهم بخيار المقاومة الجنوبية المسلحة التي لا رجعة عنها .. وبقوة الحق وبأرداة شعب الجنوب المناضل ، سيأتي ذلك اليوم القريب الذي سيعلن فيه شعبنا إستقلاله الناجز وإعلان ميلاد دولته المدنية الحديثة المستقلة كاملة السيادة بأذن الله تعالى .