الزمان:11 قبل ظهر الثلاثاء 27 رمضان 1436 ه الموافق 14 يوليو 2015. المكان: مطار عدن. الهدف: استعادة وطن مسلوب.. استعادة روح مثقلة بالجروح .. استعادة حياة جديدة. كان اخر الاحبه الذي رأيته ورأني اخر قرباء البيت الاعزاء .. كان مودعا كعادته بإطلالة ممزوجة بحنين معهود بأمل فرحة الغد. كان علي عبداللطيف اليوسفي ابن خالتي الودود دائما صاحب الاخلاق الكبيرة حفيد راحلنا الاكبر محمد مرشد ناجي(المرشدي).. عند مدرج مطار عدن يفاجأني "حيابك ابن خالتي اليوم معنا في قلب معركة استرداد (كرامة عدن).. خلاص انت ما بتدورلي اجيبلك الاخبار ومعلومات جبهات ابطال المقاومة الجنوبية.. قدك في قلبها.. بابتسامة طفل وديع يقول مع السلامة ابن خالتي ادعيلنا .. لا تنسى سلامي لخالتي الحنونة..". تسمرت انا بمكاني وانطلق هو بسيارة مليئة بشجعان المقاومة الى جزيرة العمال.. هذه المرة لم يسعفني الوقت تذكيرة باليقظة والحذر من قناصة الاجرام الكهفعاشي. دخلت انا مع شباب بريء حالم بالنصر والشهادة.. غاب علي ساعات وتهت انا في معمة الركظ لاهيا في عملي الصحفي بين معسكر بدر والمطار واحياء خورمكسر.. قطعت شبكات الاتصال بعد الثانية ظهرا ثم عادت في طريق عودتي للبيت س 5:30 فارحا بإنتصار عدن بصحبة شباب مقاومة صلاح الدين وعمران. بالجسر البحري رن التلفون المتعب جدا الذي تجاوزت بطاريته الخطوط الحمراء. لم ينطفئ جهازي باتصال الخال الصاحب نشوان مرشدي حتى يبلغني نبأ استشهاد ابن خالتي علي.. لم اصدقه فالرجل معتاد مزاح كهكذا ظللت اغالط نفسي حتى وصلت ورايت نشوان يحتضنني فعلا بفاجعة أليمة انطلقت لبيت خالتي بالدرين لم اجد جثمانه اخبروني بتشييع الجنازة. قدمت التعازي وعدت للبيت دقائق واشاهد موكب سيارات منها سيارة الخال هاشم. الى مقبرة ابو حربة ارى جثمانين في سيارتين منفصلتين اسأل روحي اين منهما جثمان الغالي. ارشدوني الى جثمان علي فتحت وجه اقبله وكانت الابتسامة نفسها التي رأيتها قبل ساعات تملئ شفتيه وتبعث سعادة من وجنتيه ووجه اللطيف. ببزته العسكرية التي اعتاد ارتدائها دفن والى جوار مدفنه يرقد صديق عمره هشام يوسف. استشهد الاثنين برصاص قاتل واحد قناص مجرم ظل متخفيا بسطح بناية عالية بحي غازي علوان خورمكسر الساعة الثالثة عصرا. انتزع المولى روح علي ذو ال 24 عاما بصمت في اجمل ليالي حياة الدنيا الفانية (ليلة القدر) خيرا من الف شهر ويوم نصر عظيم سجل تاريخا مجيد بحضارة عدن. ربنا يحبك يابن خالتي اختارك الى دنيا عزته واكرمك بشهادة يوم ويوم ابدا الدهر نتذكره...! ي علي .. لم يمت من مات لله .. علي مكانك الجنة مش هنا.....! وداعا ابن خالتي