لأننا انتصرنا.. لأننا فرحنا.. لأننا ضحكنا.. لاننا رقصنا طربا.. ولان ابتساماتنا شقت أحزاننا..وأجتازت معاناتنا..ولاننا علمنا الكل كيف صنعنا إنتصارنا.. ولمع نجم (جنوبنا) ورفرف علمه عليا في فضاءات الكون.. ولان العالم قام إجلالا وإكبارا واحتراما لنا, لم يرق لهم ذلك فقتلوا فرحتنا, ووأدوا سعادتنا, وأرادوا أن يحتفلوا بالعيد على طريقتهم المجوسية الرافضية,فمزقوا أجساد أطفالنا, ودكوا منازلنا, وروعوا نساءنا, ولم يكتفوا بما حصدت أسلحتهم, وبما اقترفته أيديهم الآثمة.. حشدوا الحشود, وجيشوا الجيوش, وأعدوا العدة, وعاودوا الكرة, وقصفوا بكل أسلحتهم (دار سعد) دون هوادة , أو ضمير, أو إنسانية, وبهستيريتهم المعهودة,وجنونهم المعروف, وعدائيتهم المقيتة, يريدون أن ينتصروا لهزيمتهم, ويستعيدوا شيء من كرامتهم التي لا يعرفونها البته, ويحفظوا ماء وجوههم (المسكوب) الذي أهدره الشرفاء في عدن, وطهروا عدن من وثنيتهم ونجاستهم, وتناسوا أننا إن (عادوا عدنا) وإن أردوا الحرب فنحن لها,ولن يرهبونا أو يزعزعونا مهما بلغت وحشتيهم وحيوانيتهم, فنحن نعلم أنها (هستيريا) المهزوم, وسكرات من يلفظ أنفاسه الأخيرة وينازع الموت..
نعلم أنهم أوهن وأضعف من بيت (العنكبوت), ولن يصمدوا في وجه اعاصير وبراكين شبابنا الثائر, وأنهم سيتساقطون الواحد تلو الآخر, وسيتهاوون كأعجاز نخل خاوية, وسيقتلعهم ثائروا الجنوب من جذروهم ولن يبقوا لهم أثر, بل سيصبحون في خبر كان, وسيسحقونهم دون هوادة أو شفقة, فمن ساقوهم إلى الموت يعلمون أن شرفاء الجنوب وصناديده لا يهادنون أو يساومون في وطنهم وأهلهم, ولن يتنازلوا عنها مهما كانت الإغراءات والمقابل,فقطرة دم تسفك أو روح تزهق في (جنوبنا) لن تذهب سدى أو هدر, لانها بُذلت من أجل التحرر والإنعتاق وبإذن الله سيكون لها ذلك..
ربما آلمتمونا بقتلكم فرحة أطفالنا, بتمزيقكم لأجسادهم, بدككم المنازل فوق رؤوسهم, لكن إعلموا بإذن الله لن يطول أمد وجودكم, ولن ترفرف لكم رأية أو تتحقق لكم غاية, أو تصلوا لهدف, لانكم غزاة, معتدون, غاصبون, همجيون, طغاة, لاذمة لكم, لا مبادئ لديكم, لا إنسانية عندكم, بل حتى لا دين لكم يزجركم, أنتم تابعون فقط, مسيرون فقط, لا إرادة لكم أو عقول تحملها جماجمكم الفارغة, لن يطول وجودكم فهكذا عهد الغزاة, وهكذا (ديدن) الحياة فيمن (يسطون) على الأوطان ويستبدون بالشعوب..
فافعلوا ما شئتم, ولكن اعلموا أن مآلكم الزوال والاندثار مهما عبثتم بالجنوب وقتلتم أبناءه..
