العنوان مقولة تاريخية وهي اليوم بالنسبة لنا أهل الجنوب ( حكمة يمانية ) قالها صاحبها الصادق المقهور أحمد الثلايا قبل أن يلف عنقه حبل المشنقة , ولعلها لعنة تاريخية حلت على شعب اليمن تتجاوز ظلم الإمامة في حقيقة أن الشعب اليمني الذي ظل كتابه ومثقفوه ينشدون اليمن السعيد البعيد عن واقعهم اليوم و هم ينشرون بل يظهرون للعالم حالة اليمن التعيس بكل ما تعنيه التعاسة . فقد ظلمنا و ظلم التاريخ بيت الإمامة و خاصة الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين , و كتب كتاب اليمن ومثقفوه وقالوا عن ظلمه لشعبه العزيز ( ما لم تقل أوروبا في هتلر). وقالوا في مطلع القرن العشرين الذي تسيد فيه العلم و ارتقى العالم بفضل التنوير الفكري و العلمي وما تحقق بفضل ذلك من منجزات عظيمة للإنسانية في شتى ميادين الحياة , بينما الشعب اليمني قابع في غياهب الظلمات , وحملوا من سُمو بثوار سبتمبر المجيد كل ذلك الإمام وثاروا عليه وقالوا هيا بنا إلى الأمام بثورة فاتحة للخير و الرقي و العلم والعدل و الإرتقاء بالشعب اليمني إلى مصاف الدول المتقدمة كونه شعب عريق تاريخياً وصاحب حكمة وقلوب طيبة توثر على نفسها , فكان لكم كل ذلك وانتهت الثورة بعد أكثر من 60 عام إلى كهوف الإمام و المهدي المنتظر في ( جبال مران ) . لكن الحقيقة كشفت لنا ، نحن ( أبناء الجنوب العربي ) ، صدق و بعد نظر الإمام ل ( أصحاب الشمال وما أصحاب الشمال ) الذين قدمنا لهم أرضاً أضعاف أرضهم و دولة منظمة بجيشها وأمنها وقوتها وشعب صادق النية ينشد الإخاء و التسامح و يستدعي التاريخ ويستحضر عظمة ديننا الحنيف وعدالته التي كنا نظنها هناك متأصلة عند أصحاب الشمال و ما كنا نسمع عن علمائهم و شيوخهم . فقد تكشفت لنا حقيقة ساطعة مثل عين الشمس أن غالبية أصحاب شمال الشمال لا يمتون لمعاني الوحدة والإخاء و ما تحمله من تطلع إلى حضارة ونقاء بل كل أفعالهم وما ارتكبوا ويرتكبون من جرائم بحقنا يندى لها جبين التاريخ , جزاء لنا ول ما قدمنا لهم من أرض وثروات . فرحمة الله على الإمام ودولته التي كانت تكبل هذه النفوس الإجرامية وتكبح جماح علوجها عن صدق دراية بها و بما تحمله من إجرام و ظلم وظلمات , و ما نعانيه نحن أهل الجنوب اليوم كفيل بمقت و لعن كل ما يمت للوحدة اليوم التي باسمها و تحت علمها يذبح شعب الجنوب و تدك المدن بأيدي أصحاب الشمال دونما أي ذنب نرتكبه بحقهم أو بأرضهم . و غداً القريب إن شاء الله تضع الحرب الظالمة أوزارها و تكشف حجم الدمار المهول في عدن الذي لا يساوي واحد من المليون من حجم الدمار الذي حل بقلوبنا لكل معاني الوحدة والإخاء والتعايش بروح الدين أو مسميات الإنسانية والسلام . لم يعد هناك أي بارقة أمل بأن أصحاب الشمال يحملون لنا بصيص نور نحو غد مشرق بل ظلمات بعضها فوق بعض .. جعلت كل جنوبي يذكركم و هو يرى أطفاله و أهله يذبحون اليوم على أيدي عصابات الحوثي و عفاش . لقد تتجسد مقولة ( أحمد الثلايا ) ، عنوان المقال أعلاه !!!!!!!!!!!!!!!!