بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    إسقاط طائرة تجسس حوثية في شقرة بمحافظة أبين    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    تأجيل مباريات الخميس في بطولة كرة السلة لأندية حضرموت    السكرتير السابق للشيخ الزنداني يكشف مفاجأة عن تصريحه المتداول حول ''عودة الخلافة'' في 2020    القوات المسلحة الجنوبية تحبط هجوما للقاعدة في أبين    دراسة: اقتصاد العالم سيخسر 20% بسبب التغيرات المناخية    عن العلامة اليماني الذي أسس مدرسة الحديث النبوي في الأندلس - قصص رائعة وتفاصيل مدهشة    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    المهندس صعتر و جهاد الكلمة    أضرار مادية وخسائر بشرية بسبب الفيضانات شرقي اليمن وإغلاق مدينة بالكامل    ترحيل آلاف اليمنيين من السعودية    ريال مدريد يثأر من مانشستر سيتي ويتأهل إلى نصف نهائي أبطال أوروبا    ركلات الترجيح تحمل ريال مدريد لنصف نهائي الأبطال على حساب السيتي    ليلة للتاريخ من لونين.. وخيبة أمل كبيرة لهالاند    نعيبُ جمهوريتنا والعيبُ فينا    أهلي جدة: قرار رابطة الدوري السعودي تعسفي    حراس الجمهورية تجبر ميليشيا الحوثي التراجع عن استهداف مطار المخا    الكشف عن استحواذ جماعة الحوثي على هذه الإيرادات المالية المخصصة لصرف رواتب الموظفين المنقطعة    الحوثيون يضربون سمعة "القات" المحلي وإنهيار في اسعاره (تفاصيل)    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    فضيحة قناة الحدث: تستضيف محافظ حضرموت وتكتب تعريفه "أسامة الشرمي"    غرق شاب في مياه خور المكلا وانتشال جثمانه    بن بريك يدعو لتدخل إغاثي لمواجهة كارثة السيول بحضرموت والمهرة    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    حضرموت تستعد للاحتفاء بذكرى نصرها المؤزر ضد تنظيم القاعدة    "ليست صواريخ فرط صوتية"...مليشيات الحوثي تستعد لتدشين اقوى واخطر سلاح لديها    ثلاث مساوئ حوثية أكدتها عشرية الإنقلاب    فيديو اللقاء الهام للرئيس العليمي مع عدد من كبار الصحفيين المصريين    دوري ابطال اوروبا ... ريال مدريد يطيح بمانشستر سيتي ويتأهل لنصف النهائي    مأساة إنسانية: صاعقة رعدية تُفجع عائلتين في تعز    اليمن: الكوارث الطبيعية تُصبح ظاهرة دورية في بعض المحافظات الساحلية، ووزير سابق يدعو لإنشاء صندوق طوارئ    على رأسهم مهدي المشاط ...ناشطة حوثية تدعو إلى كسر الصمت حول قضية السموم الزراعية في اليمن    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    انس جابر تعبر الى ثمن نهائي دورة شتوتغارت الالمانية    استقرار أسعار الذهب عند 2381.68 دولار للأوقية    مفاجأة صادمة ....الفنانة بلقيس فتحي ترغب بالعودة إلى اليمن والعيش فيه    محافظ المهرة يوجه برفع الجاهزية واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية تحسبا للمنخفض الجوي    وفاة وإصابة 162 مواطنا بحوادث سير خلال إجازة عيد الفطر    أبناء الجنوب يدفعون للحوثي سنويا 800 مليون دولار ثمنا للقات اليمني    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    10 أشخاص ينزحون من اليمن إلى الفضاء في رواية    مصير الأردن على المحك وليس مصير غزة    من هم الذين لا يدخلون النار؟.. انقذ نفسك قبل فوات الأوان    باريس سان جيرمان يرد ريمونتادا برشلونة التاريخية ويتأهل لنصف نهائى دورى الأبطال    نيابة استئناف الامانة تتهم 40 من تجار المبيدات والأسمدة بارتكاب جرائم بيئية وتعريض حياة الناس للمخاطر    الكشف عن آخر تطورات الحالة الصحية للفنان عبدالله الرويشد    ارنولد: انا مدين بكل شيء ل كلوب    خطة تشيع جديدة في صنعاء.. مزارات على أنقاض أماكن تاريخية    وللعيد برامجه التافهة    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تراث الجنوب وفنه يواجه.. لصوصية وخساسة يمنية وجهل وغباء جنوبي    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    تخيل أنك قادر على تناول 4 أطعمة فقط؟.. شابة مصابة بمرض حيّر الأطباء!    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحليل صحفي :ما بعد تحرير عدن: تحديات هادي في الجنوب

شكل انطلاق عملية السهم الذهبي بداية مرحلة جديدة في الحرب المزدوجة التي تعيشها اليمن منذ أواخر مارس/آذار الماضي، نجحت في أسبوعها الأول في تحرير مدينة عدن بشكل كامل، ما حقق نصراً حاسماً للمقاومة الجنوبية، على اختلاف أطيافها، بما فيها المؤيدة لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي؛ فبينما ركز التحالف العربي خلال عمليتي إعادة الأمل وعاصفة الحزم على قصف طيران التحالف مخازن الأسلحة والقواعد والمواقع التابعة لمليشيات الحوثي والجيش الموالي للرئيس السابق، علي عبدالله صالح، اعتمدت عملية السهم الذهبي على مساندة المقاومة بإنزال قوات برية في الميدان، تزامناً مع توفير غطاء جوي، مكنها من التقدم في حرب استعادة عدن. لذا كان من الطبيعي أن تكون لهذه العملية تداعياتها السياسية والعسكرية على أطراف الصراع، وتغييرها موازين القوى على الأرض التي كانت مختلة لصالح تحالف الحوثيين وعلي عبدالله صالح، وسيكون لها أثرها الكبير على المسار النهائي للحرب.
"يظل تحرير عدن انتصاراً عسكرياً لجبهة الرئيس هادي، باعتبارها أول مدينة تخرج من قبضة الحوثيين وصالح، وانتصاراً أول في حرب استرداد اليمن من سيطرتهما"
أول التداعيات السياسية لتحرير عدن تمثل في تعدد روايات تحليل سرديتها، فذهب بعضهم إلى كونها نتاج صفقة سياسية، أنجزتها دولة الإمارات التي شاركت بقواتها في معركة عدن، لتحييد قوات صالح، مدللين على ذلك باستسلام عدد من قوات الحرس الجمهوري للمقاومة الشعبية. ورأى آخرون أن المعركة كان يمكن أن تتحقق في الشهور الأولى من عاصفة الحزم، لكن السعودية التي تتحكم بدفة الحرب أجلت تحرير عدن لسبين، الأول: تفضيلها بدء معركة تحرير المدن من مدينة مأرب لتأمين حدودها مع اليمن، عبر دعمها قبائل مأرب، وزحفها على معقل جماعة الحوثي في صعدة، وهزيمتهم هناك، تمهيدا لتطويق صنعاء وإسقاطها. والثاني: قلق السعودية من استثمار أطراف جنوبية مؤيدة فك الارتباط لتحرير عدن، وانقسام الشارع الجنوبي حول شرعية الرئيس هادي، وهذا يعني خسارتها جنوب اليمن على المدى القريب.
في حين ذهب آخرون إلى وجود ارتباط بين تطورات جبهة عدن والاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران، وأن السعودية أرادت أن تؤكد لإيران وأميركا قدرتها على الحسم العسكري متى ما أرادت؛ في حين رأى بعضهم أن إيران ربما رفعت يديها عن تقديم الدعم العسكري لحلفائها الحوثيين في اليمن، والتهديد بالتدخل المباشر لحمايتهم، وتكتفي حالياً بالتشجيع عن بعد.
اختلفنا أو اتفقنا مع تلك الروايات، يظل تحرير عدن انتصاراً عسكرياً لجبهة الرئيس هادي، باعتبارها أول مدينة تخرج من قبضة الحوثيين وصالح، وانتصاراً أول في حرب استرداد اليمن من سيطرتهما، كما صرح رئيس الحكومة، خالد بحاح؛ كما أنها ستحسن من شروط تفاوضه السياسي مع الحوثيين، في حال قبولهم بحلول سياسية، إلا أن تحرير عدن وضع الرئيس هادي في جملة من التحديات، ليس أولها التخلص من جيوب الحوثيين وصالح في المدينة، وتأمين حدودها الشمالية والشرقية، وتوحيد المظلة العسكرية تحت سلطته، وإنما الحرب المبكرة التي عليه أن يخوضها، لتثبيت شرعيته في عدن والجنوب عامة، في مواجهة فصائل الحراك الجنوبي المشاركة في تحرير عدن، والمنادية بفك الارتباط عن الشمال، وهي التي لا تعترف بشرعية هادي؛ واستباقا لهذه المواجهة، أرسل هادي وزيري الداخلية والنقل ورئيس جهاز الأمن القومي إلى عدن لتأمينها، كما أصدر قراراً بتعيين رئيس المقاومة الشعبية الموالي له، والمستقيل من حزب الإصلاح، نائف البكر، محافظاً لمدينة عدن، وإنشاء غرفة عمليات لمتابعة تطورات الميدان، في محاولة لفرض سلطته على الشارع الجنوبي. لاقت إجراءات إعادة الحكومة إلى عدن ردود فعل سلبية، ورفع طيف واسع من أبناء الجنوب صوته الرافض استقبال عدن أي شمالي، حتى لو كان وزير دولة في حكومة هادي، وكانت هذه الأصوات المرتفعة دليلاً على بوادر رفضها سلطة هادي نفسه، حتى لو بدت هذه الأصوات سلمية في هذه المرحلة.
وقد تباينت تصريحات فصائل الحراك الجنوبي حول تطورات الوضع في عدن، وجاء تصريح رئيس الوزراء الأسبق، حيدر أبوبكر العطاس، متسقاً مع مزاج هادي والمملكة العربية السعودية، واعتبر تحرير عدن جزءاً من تحرير اليمن من سيطرة الحوثيين وصالح، فيما لم يبدر عن الرئيس الأسبق ومهندس الاتفاق مع الحوثي، علي ناصر محمد، أي تعليق بخصوص التطورات الأخيرة. أما أمين سر المجلس الأعلى للحراك الجنوبي، فؤاد مرشد، فكان الأكثر وضوحاً، إذ أكد على أن المقاومة الجنوبية لم تقاتل من أجل الشرعية اليمنية، وأن الحراك لا يرحب بعودة الحكومة اليمنية إلى عدن، لكنه (أي الحراك) لن يدخل في الوقت الحالي في خصومة مع الشرعية، كون الحراك يركز حالياً على التمدد العسكري، وإحكام سيطرته على كامل الجنوب.
يبدو أن المقاومة الجنوبية التي تقاتل على الأرض تحت مظلة شرعية الرئيس هادي، والمدعومة من القوات الخاصة السعودية والقوات الإماراتية، لم تنسق مع فصائل الحراك الجنوبي المنادية بفك الارتباط الفاعلة في الساحة الجنوبية حول استراتيجية ما بعد تحرير عدن، والتساؤل هناك هل المراكز الحيوية التي سقطت في عدن بيد مقاومة هادي، أم مقاومة الحراك الجنوبي؟ وهل تحسّب هادي لهذه المواجهة، وباشر في حوار مع هذه الفصائل، أم أنه، كعادته، قرر أرجاء هذه المعركة للنهاية؟
"غياب أي سلطة رقابية وجهات ضبطية في عدن، وتزايد مشاعر الغضب تجاه ما ارتكبه الحوثيون وصالح من جرائم حرب، قد يؤدي إلى حدوث هكذا فظاعات وأكثر"
في وقت بدا التنافس الشديد والتسابق على السيطرة على الأرض بين المقاومة التي تمثل شرعية الرئيس هادي والمقاومة التي تنادي بفك الارتباط، واستغلال هذه الفرصة سياسياً، لتثبت أمر واقع، يبرز فراغا سياسيا لم تملأه سلطة الرئيس هادي حتى الآن، ويظهر ذلك من التسريبات الإعلامية التي تتحدث عن وقائع إعدام أسرى حوثيين ومقاتلين تابعين لصالح، أو محاكمات خارج القانون؛ كما تم التداول بشأن محاصرة منزل محافظ عدن الأسبق، عبد العزيز بن حبتور، تمهيداً لمحاكمته بتهمة الخيانة وتواطئه مع الحوثيين. وعلى الرغم من أن بيان للمقاومة الجنوبية، نفى حدوث هذه الانتهاكات، إلا أن غياب أي سلطة رقابية وجهات ضبطية في عدن، وتزايد مشاعر الغضب تجاه ما ارتكبه الحوثيون وصالح من جرائم حرب، قد يؤدي إلى حدوث هكذا فظاعات وأكثر.
قد تكون معركة تحرير عدن سهلة تم تأجيلها أشهر، كما يرى كثيرون، وقد تكون انطلاقة لحرب استعادة المدن اليمنية الأخرى من سيطرة مليشيات الحوثي وقوات صالح، لكنها معركة فتحت باكراً حرباً أخرى على شرعية الرئيس هادي مع أبناء الأرض الذين يشعر قطاع واسع منهم بأن هادي، قبل غيره، هو من فرض عليهم هذه الحرب، بعد أن تركهم وحيدين، إلا من الموت والحصار والمجاعة، ونجا بنفسه ليحصد، الآن، ثمن صمودهم ودماء أبنائهم ونسائهم في حرب استرداد شرعيته التي لم يحافظ عليها يوماً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.