لا يختلف اثنان على ان المخلوع هو نواة كل رذيلة سياسية في اليمن ، وان مادونه مجرد مخلفات صنعها لاهداف , وسرعان ما تخلى عنها واستغنى عن خدماتها ! يقول الشيخ عبدالله الاحمر في مذكراته ( طلب مني علي عبدالله بعد الوحدة اليمنية ان اقوم بإعلان تشكيل حزب سياسي يكون ذات طابع اسلامي ،ويكون حليفا للمؤتمر ...) طبعا كان الهدف هو تعطيل كل الانفاقيات التي تمت ويمكن ان تلزم المؤتمر او تقيد حدود تطلعاته !. المخلوع صنع الاصلاح وصنع الحوثي ، واذا اردت ان تعرف ماهية الصنعة فانظر إلى وجه الصانع . في 94 استخدم الاصلاح ، والاصلاح بنذالته وسقوطه الاخلاقي ، كان خير مطية , ركبها المخلوع حتى حقق مآربه , وبعدها استغنى عنه كما تستغني بائعة الهوى عن الاصدقاء بحجة انهم اصدقاء سوء ! . ظل حزب الاصلاح يتملق للمخلوع ويحاول ان يصل معه إلى تسوية ولكن دون جدوى ، فاستغل فرصة الربيع العربي ليركب موجة الثورة بحجة محاربة الفساد وبناء الدولة الحديثة ! مع ان قياداته يغرقون في الفساد حتى شحمة آذانهم , ولكن غباء الشعب وتعلقه بل لعل وعسى سار خلفه ومعه قامت بعض النخب السياسية حتى عصابات الحوثي المتخلفة قدمت إلى صنعاء تطالب بالتغيير !! خرج المخلوع من باب السلطة ليعود فيما بعد من شباكها , تسلم عبدربه السلطة , واراد الاصلاح ان يجيره لمصلحته وخدمة مشروعة ،حاول عبدربه الضعيف ان يرضي الجميع ولكن ... الجميع كان يريد ان يمتطي ظهره للوصول بمافيهم المخلوع ! اناخ عبدربه ظهره وركب الجميع وساروا ولكن رياح الاقدار اخذتهم الى عكس الاتجاه فر عبدربه , وتخلى الاصلاح عن شرفه ان كان له ثمة شرف وترك المخلوع وشريكه الجديد ان يعبثا حتى بمحتويات غرف نومهم ! وتفرق الجمع بين اسطنبول والدوحة ... عاد المخلوع بوجه جديد مختلف , يمتطي حليف جديد مختلف عقائديا وايدلوجيا عن حليف صيف 94 . عفاش يتغير في كل شي حتى في المذهب , فلا مشكلة لدية ان يكون سلفيا جهاديا , كما كان في 94 , ولا مشكلة لديه ان يكون قاعديا صاحب فكر متطرف ولكن لاهداف سياسية لاتنتهي بابتزاز دول الجوار والحصول على دعم دولي سخي , ولا مشكلة لديه ان يكون زيديا متاصلا او حتى اثناعشريا !! المهم لديه ان يظل مسيطرا ومتحكما بزمام الامور , حتى وان كانت الامور قائمة على( تبن )! وبما ان الحكمة الانجليزية تقول ( قد تستطيع ان تكذب على بعض الناس بعض الوقت ولكن لن تستطيع ان تكذب على كل الناس كل الوقت ) فان المخلوع ومعه الحوثيون ومعهما الاصلاح قد وقعوا شر وقعة , وتقطعت حبالهم في منتصف الطريق ، ولم تعد عصيهم صالحة للاتكاء , ولكل اجل كتاب . كانت عاصفة الحزم , عاصفة لكل المشاريع التي اُحيكت في ليل حالك , وتبددت احلام كان المخلوع يرسمها ويمنيى بها التتار الجدد .... ومع عاصفة الحزم ضاعت كل الخطط وتلاشت كل الحيل التي ظل صالح يستضىء بها يمنة ويسرة !. عاصفة الحزم اجهزت على الجميع , والجميع يبحث عن طوق نجاة فقط , يبحث عن امكانية البقاء حتى ولو في جزر الواق واق ، المهم ان يبقى حتى ولو على ( قشفي يابس ) والحمد لله على نعمة الوجود، فطموح صالح ان يخرج من البلاد آمنا ، وطموح الحوثي ان يعود إلى كهوف مران سالما معافا ، وطموح الاصلاحي ان يعود إلى صنعاء ليعيد غرفة نومه المسلوبة !! . تاريخ ملبد بالمؤامرت , سيطوى بالخذلان والخيبة " هكذا تقول العدالة , وما عدا ذلك فللاقدار خوارق ومعجزات . ومن يفتش صفحة المخلوع سيجدها ملطخة بالسواد والدم وكل ماهو مدعاة للتقيوء , في صفحة المخلوع الملطخة ستجد الاصلاح والقاعدة وانصار الحوثي , ستجد كل يأخذ مكانه ويتكىء في زاويته التي وضع فيها ، وفي صفحته ستجد قطيع من البشر ياتمرون بامرته واينما يوجههم لا ياتون بخير ...
