بادر مجموعة من أبناء الجنوب الخيرين بزيارة جرحى المقاومة الجنوبية المرقدين في مستشفيات العاصمة الأردنية عمان , دفعهم لتلك الزيارة روح الوطنية الحقيقية التي تحمل في طياتها حب الوطن الذي يجمعنا وتحت مظلته نعالج كل الجراح بعون الله . قدموا لهم المواساة وما تيسر من خير وأهم ما قدموه لجرحانا هو العرفان بما قدموا من تضحيات وفاء للوطن , ومبادرتهم مشاعر الألم وبث روح الإخاء و زرع الأمل في نفوسهم وذلك علاج نفسي موازي للعلاج الطبي , فعندما ترتفع معنويات الجرحى وتنفرج أساريرهم خاصة عندما يزورهم من لا يتوقعون قدومه , وبالتالي تزداد مناعتهم ويستجيبون للعلاج , وهذا معروف .
فمتى تلتفت القيادة العليا رموزها ووزرائها لحال جرحانا ومتى يعودونهم كأقل واجب وعرفان لما قدموه من تضحيات وحتى تزيد مناعة الجرحى وكذلك القيادة تكتسب مناعة من مناعتهم بدلاً من الممانعة التي نلاحظها إلى اليوم .
ودع الجنوب نخبة من أشجع وأنبل وأجمل شبابه ذادوا وجادوا بأرواحهم في الدفاع عن الدين والعرض والوطن .
وارينا الشهداء الأبرار تراب الوطن ونحسبهم أحياء عند ربهم يرزقون .. وحال ذويهم يعلم بها الله إلا أنهم اطمئنوا برحيل الشهداء الذين بتضحياتهم أشرقت بشائر النصر في سماء الوطن عليهم رحمة الله وألهم الله ذويهم الصبر والسلوان .
كنا متوقعين أن تكون أول التفاته من القيادة السياسية إلى أسر الشهداء وإلى تثبيتهم كنجود أوفياء جادوا بأرواحهم في سبيل الوطن , ولم يكن ذلك إلى اليوم ,لكننا على ثقة بأن شعب الجنوب هو الأب الكبير الذي يلتفت إلى أسر الشهداء .
لكن حال الجرحى كما تتوارد الأخبار المتواترة تؤكد أن جراحهم وصرخات آلامهم تحكي أوجاع وآلام قهر مركبة والخوف أن يكون ناتج عن أهم مكتسب (وحدوي) لا زال فعال وعالق بأدواته التي يتطلب منا جميعاً تهشيمها على رؤوس من يظنوا أن حال المحسوبية والمتاجرة بالأرواح والقيم سينطلي على شعب الجنوب ولهم نقول تخسا كل نفس دنيئة ولن تفلت من العقاب .
كنا متوقعين أن أول أولويات الإغاثة والقيادة هي العناية الفائقة بمن رووا بدمائهم تراب الوطن وكانت أجسادهم سياج الحق والوطن الفولاذي الذي تحطمت عليه عنجهية علوج الحوثي وعفاش اليمن , وأن يكون الأمر الملح والمهم والعاجل الذي تفرضه علينا قيمنا الدينية وأخلاق النخوة وما تفرضه كل الشرائع ألا وهو إنقاذ من هم على أسرة الموت يتجرعون الآلام بسبب شح الإمكانيات وضعف الرعاية الصحية وحالهم اليوم (( منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر)) وكثير منهم تسكن شظايا العدو الغادر برؤوسهم إلى اليوم ومنهم من تلامس جدار قلبه وكثير منهم ترسم الجراح على جسده شارات النصر وأسئلة دامية توجهها إلى القيادة بعد النصر الذي تحقق عندما كسروا شهدائنا وجرحانا الميامين أغلال الحصار بأرواحهم وأطرافهم التي بترت وبدمائهم التي أذابت أسلاكه .
يعاني اليوم الكثير من الجرحى غياب ما كانوا ولا زالوا يعتقدونه عرفاناً ورداً للجميل الوطني ولما قدموا من تضحيات في سبيل حريتنا وكرامتنا وهم كذلك مثل شهدائنا الأبرار عبدوا طريق النصر بدمائهم وبنو جسور العبور بأطرافهم المبتورة . فإلى القيادات السياسية كافة الرئيس ونائب الرئيس ووزير الصحة ومن يليهم :
دول التحالف لم تألوا جهداً في تقديم الدعم الغير محدود ' والتفاتتكم العاجلة والملحة إلى حال الجرحى هي التفاته إلى جرح الوطن الكبير الذي ننشد جميعاً ونعمل بعون الله على تضميده بتضافر الجهود التي كانت جهود الخيرين من أبناء الجنوب هي السباقة لذلك .
عليكم وإليكم بعد الله نلفت الأنظار وإلا يا ويلكم من عيون المرضى عندما تنظر إليكم بعيون الشفقة عليكم وعلى مواقفكم ,عيون المرضى التي تطلق آلامها صامتة أسئلة ملتهبة تحرق ضمائر الجميع تناشدكم أغيثونا بعون الله.