بعد سعيه إلى الدفع نحو انتخابات مبكرة والدخول في حرب مع الأكراد خدمة لأجندة سياسية بدأت الانتقادات اللاذعة تنهال على الرئيس رجب طيب أردوغان بشأن حرصه على التكسب السياسي من دماء الأتراك. وهاجم زعيم حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة في تركيا كمال كليتشدار أوغلو بأشد العبارات والألفاظ الرئيس رجب طيب أردوغان قائلاً "إنه يتآمر على جيشه ويتغذى على الدماء وهو الذي أشاع الفوضى والعمليات الإرهابية في البلاد". ووجه كليتشدار أوغلو في مقابلة مع صحيفة "حريت" التركية سيلاً من الانتقادات لأردوغان بقوله "إنه اتخذ من القصر غير القانوني، في إشارة لقصر رئاسة الجمهورية (القصر الأبيض) بأنقرة، وطنًا وحصنًا له. لا يوجد لديه حب للوطن ولا للشعب هو يدّعى ذلك على لسانه فقط لكن الحقيقة أن ذلك ليس راسخًا في قلبه ووجدانه. كان يفكر دومًا في نفسه وأسرته، ولا يوجد لديه عزيز أو غالٍ لا يمكنه التضحية به في سبيل تحقيق مصلحته الشخصيّة". ويرى مراقبون أن أردوغان فتح على نفسه بابا يصعب إغلاقه سيجعل منه عرضة لانتقادات المعارضة التي رفضت الائتلاف الحكومي مع حزب العدالة والتنمية بع أن اكتشف ألاعيب الرئيس التركي السياسية وهوسه بإجراء انتخابات مبكرة تعيد لحزبه الأغلبية البرلمانية. وأكد هؤلاء أن أردوغان سيضع تركيا أمام سنوات عصيبة من الدماء بخياره الحرب على الاكراد وتضييق الخناق على ناشطي اليسار المتشدد وانقلاب الدولة الإسلامية عليه، يعني أن البلاد أمام ثلاث جبهات دامية بسبب حرص الرئيس التركي على تحقيق مأربه السياسية. ولفت كليتشدار أوغلو في معرض انتقاده لأردوغان إلى أن التوجه إلى انتخابات مبكرة في تركيا في الوقت الذي تشهد فيه مدن البلاد عمليات إرهابية يحمل في طياته هدف إراحة أنانية وغرور أردوغان، زاعمًا أنه يتآمر على الجيش التركي. وحمّل زعيم الشعب الجمهوري أردوغان مسؤولية الأعمال الإرهابية التي ندلعت في البلاد فجأة عقب الانتخابات البرلمانية التي أجريت في السابع من يوينو/ حزيران التي أسفرت عن فشل أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم في الانفراد بالحكم مجددًا والحصول على الأغلبية المطلقة في البرلمان. وأضاف كليتشدار أوغلو ملقيًا باللوم على أردوغان قائلا "هو من أشاع الفوضى والإرهاب، ومن حوّل هذه البلاد إلى بحيرة من الدماء. وهدفه من وراء ذلك إملاء ما يقوله على الشعب، وإرغامه على تحقيق مصالحه عن طريق القمع والدموع والدماء. إنه يرغب في أن يدخل في ذاكرة المجتمع مفهوم "بدوني لن تسير الأمور"، بينما الحقيقة أن تركيا آلت إلى هذا الوضع بسبب وجوده". وقال خبراء إن تركيا دخلت في دوامة من الفوضى على خلفية السياسة الاحادية لأردوغان الذي لا يهمه أن ينهار الاقتصاد وتتعطل العملية السياسية وتتأجج نيران الارهاب مقابل حصول على مكسب سياسي يقوي حلمه بتغيير الدستور الى نظام رئاسي. وسيطلب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو تشكيل حكومة مؤقتة الاسبوع المقبل لتقود البلاد إلى انتخابات مبكرة بعد أن فشلت جهود الاتفاق على ائتلاف حاكم مع أحزاب المعارضة. وبموجب الدستور يتعين أن تكون كل الأحزاب ممثلة في الحكومة المؤقتة بحسب المقاعد التي تشغلها في البرلمان. لكن تركيا تعيش تجربة غير مألوفة بالنسبة لها فلم يسبق أن اقتضت الضرورة إجراء ترتيبات من هذا النوع. ويفوض الدستور إردوغان - لكنه لا يلزمه - بالدعوة لإجراء انتخابات مبكرة إذا لم يتسن تشكيل حكومة خلال 45 يوما بعد انتخاب رئيس البرلمان الجديد. تنقضي هذه المهلة في 23 أغسطس/آب. وحتى يتشكل برلمان جديد يحتفظ البرلمان الحالي بسلطاته. وإذا تمت الدعوة إلى انتخابات جديدة يعين الرئيس رئيسا جديدا للوزراء وتُمثل الأحزاب في "حكومة انتخابات" مؤقتة بحسب نسبة المقاعد التي تشغلها في البرلمان. ويتعين منح حقائب العدل والداخلية والنقل إلى "مرشحين مستقلين" من داخل أو خارج البرلمان. وينطبق الأمر ذاته على أي مناصب ترفضها الأحزاب السياسية. وينبغي تشكيل الحكومة المؤقتة خلال خمسة أيام من نشر قرار إجراء انتخابات جديدة في الجريدة الرسمية. وتمارس مهامها حتى ينعقد البرلمان الجديد بعد الانتخابات.