الكل مدرك انه لا يوجد جيش وطني حقيقي كي يتم دمج المقاومة الجنوبية فيه ، فالقضية اليوم هي انشاء جيش وطني في عدن خاصة والجنوب عامة ويجب استغلال هذه الفرصة وعدم تفويتها . كما ان هذا الجيش الوطني ستكون المقاومة الجنوبية من مؤسسيه ومعها الضباط وصف ضباط والجنود الجنوبيين المسرحين قسرا اضافة الى الذين لازالوا على رأس العمل ..
ان الإنخراط في السلك العسكري والأمني اختياري ، وليس إلزامي إلا على من يؤدون الخدمة الإلزامية ولا يوجد الآن خدمة إلزامية.
وبما ان أغلب المقاومة الجنوبية يرغبون اليوم بالمشاركة في الجيش الوطني في إطار الجنوب وليس على أساس الأقاليم الذي يريدون تطبيقه ، كون دستورهم لا يسمح بهذا ، لأن مشروع الدستور الجديد لا زال مشروعا لم يتم تنفيذه إلا بعد إقراره من الشعب ،
وكلنا يدرك ان شعبنا في الجنوب يرفض المشاريع المنقوصة ، او اي شكل من أشكال الوحدة ، ومصمم على استقلاله وبناء دولة الجنوب العربي الفيدرالية كاملة السيادة على كل أرض الجنوب المعروفة حدودها دوليا .
ان المقاومة الجنوبية التي قدمت قوافل من الشهداء والجرحى والمعتقلين ، وتحمل شعبها كل صنوف القهر والظلم والمعاناة وتعرض للقتل والدمار وانتشار الأوبئة ، وتدمير البنية التحتية والمنشأت الحيوية والخدماتية ، ونزوح مئات الآلاف في الداخل والخارج ، كل هذا من أجل الخلاص وتحقيق أهداف قضيته العادلة في التحرير والإستقلال وبناء دولته المدنية الحضارية التي ستكون عامل امن واستقرار في المنطقة والعالم .
لكن يبدو أن أصحاب مشاريع اليمننة وجر الجنوب الى باب اليمن مرة أخرى ، لم يشعروا بهذا الزلزال وأعمى بصيرتهم بريق تقاسم السلطة بين فرقاء وحلفاء الجانبين في حرب 1994م على الجنوب ، وفهموا مبدأ التسامح والتصالح انه لأصحاب الصراعات السلطوية ، متناسين أن شعب الجنوب هو من اسس هذا المبدأ ليشمل كل الشعب وليس غير ذلك ، واذا ما أصروا على ذلك المفهوم للتصالح والتسامح ، فإن مكاسبهم ومناصبهم التي حققوها آنية ، وسيخسرون كل شعب الجنوب العربي ، وسيحقق شعبنا بإذن الله أهدافه وينال استقلاله ويؤسس دولته الجنوبية العربية .