التصالح والتسامح ركيزة هامة استند عليها نضال ابناء الجنوب في ثورتهم السلمية المباركة هذا المبدأ السامي والعظيم الذي جمع ابناء الجنوب من المهرة الى باب المندب للوقوف وقفة واحدة لمواجهة محتل لم يفرق بين جنوبي واخر حتى اضحى الحراك لحمة قوية جدا وقوة اهتزت امامها كل اركان نظام الاحتلال اليمني ،هذه الثورة التي انتفض معها كل شرفاء الجنوب رجالا ونساء واطفال اطلق عليهم المحتل اليمني بأطفال الوحدة حيث اضحى هؤلاء الصغار هم الشعلة المنيرة للثورة الجنوبية التي جمعت ايضا الفقراء مع الاغنياء والمشائخ والسلاطين وغيرهم من فئات وشرائح المجتمع الجنوبي حتى جات مليونيات شعب الجنوب التي اذهلت العالم واجبرت الراي العام والاعلام بمختلف أنواعه الى الالتفات لقضيتنا ودحرت اكاذيب وشائعات الاحتلال بان من يتظاهرون في الجنوب هم افراد ومرتزقة حسب وصفهم واصبحت القضية الجنوبية قضية معترف بها دوليا. نعم صادف المليونيات حشو كبير ولكنها ظلت تحت السيطرة حيث ذابت المناطقية بين ابناء الجنوب في مخيمات الاعتصام ذابت للابد مع ظهور بعض التباينات بين القيادات والتي لا يصح ان يطلق عليها اختلافات فلا يوجد من القيادات من ينكر ان الجنوب يرزح لاحتلال همجي منذ العام 94 م وايضا من فصائل الحراك وطالما اعترف الجميع بالاحتلال فالجميع متفقين على طرد المحتل وهنا كانت تأتي التباينات في نقطة باي طريقة يتم التخلص من هذا الاحتلال بدون ان يتم الانتقاص من هدف ثورة شعب الجنوب الاساسي وهو الاستقلال والذي سيوصلنا الى مراسيم يوم الاستقلال .
اليوم وبعد نجاح المرحلة الاولى من وجهة نظري من التصالح والتسامح اضحت المرحلة الثانية والاخيرة ضرورة حتمية ايضا من خلال تجسيد مبدأ التصالح مع جنوبين صنعاء من اصبحوا اليوم مؤمنين بالاستقلال وكل من ضل يرى حلول اخرى ناقصة للقضية الجنوبية طول الفترة الماضية واصبح اليوم يؤمن بخيار الاستقلال وهم كثر من الجنوبين ، لقد اختلفنا كثيرا اليوم ظهر الحق ابلج للجميع ونحن اليوم يجب ان نقبل ببعضنا البعض يجب ان نقبل بعضنا حكاما ومحكومين في هذا الظرف حتى تشرع الانظمة والقوانين اما اذا كنا نتصور باننا نريد ان نكون جميعنا حكام فعلينا ان نستورد لنا شعب لنقوم بحكمة مع ان هناك بعض السلبيات سترافق هذه المرحلة ولكن مع وجود الارادة فهي ستصحح كل منحرف عن المسار واذا عدنا الى اي مربع من مربعات الاختلاف او التباين فهذا سيؤثر على وحدتنا ولحمتنا فقوتنا في وحدتنا وتلاحمنا ومن هنا سيفرض الجنوبين اي خيار يقررونه على الجميع ولن تقف امامهم اي قوة في العالم ليدخلون مرحلة جديدة من تاريخهم وهي مرحلة بناء الدولة التي تتسع لجميع ابناء الجنوب بعيدا عن اقصاء او تهميش والاستفادة من كل سلبيات ورواسب الماضي .