نائف البكري الذي تدرج في العمل الحكومي من مدير عام مديرية المنصورة ثم وكيل في محافظة عدن ، ثم محافظ لعدن في ظروف بالغة الحساسية والتعقيد كان ناجحاً وعملاقاً في تأدية مهامه رغم كل التعقيدات والتحديات. فعندما توارت عن الأنظار رموز السلطة المحلية في عدن وعندما كان مواطنو عدن وضيوفها يأملون بوجود محافظاً أو وكيلاً لعدن كي ينظم جهودهم في مواجهة العدوان الذي قامت به قوات المخلوع صالح ومليشيات الحوثي، فلم يجدوا أمامهم سوى الوكيل آنذاك نائف البكري الذي وقف وقوف الرجال الأبطال فصال وجال وتعرض لكثير من المخاطر لكنه كان قد نذر نفسه لعدن إلى حد أنه قدم استقالته من حزبه (الإصلاح) وظل إلى جانب دوره القيادي في معركة الشرف لتحرير عدن مع جميع الوطنيين الشرفاء في المقاومة الجنوبية ومن ناصرهم وبالذات دول التحالف وخصوصاً السعودية والإمارات . كان البكري أيضاً همزة وصل بين التجار ورجال الاعمال وجمعيات يافع الخيرية المتعددة من جهة وبين مواطني عدن المحتاجين للمساعدات الغذائية وكان وفياً بتسخير علاقاته بالآخرين لخدمة المحتاجين والنازحين من مختلف مديريات عدن أو من خارج عدن الذين نزحوا إليها. وإذا كانت هناك بعض الهفوات أو بعض النواقص التي استغلها بعض ضعفاء النفوس لتشويه سمعة هذا الرجل فإن تلك الهفوات البسيطة لا تساوي شيء في ظل هذه الأوضاع المعقدة جداً بالمقارنة مع أخطاء وهفوات ونواقص بالجملة كانت تحصل والوضع مستقر والأمور مهيأة حينها لقيادة السلطة المحلية. هذا الخطأ الذي حصل في إبعاد نائف البكري عن محافظة عدن سيضعف ثقة المواطن بقيادته السياسية أكثر مما هي ضعيفة من قبل، ونتمنى على فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي عدم تعيين بديلاً للبكري كمحافظ لعدن ممن هم محسوبين على الرئيس نفسه لأن في ذلك إضعافاً لموقف الرئيس وشخصيته ولابد أن تكون الخطوات بهذا الخصوص مدروسة ومحسوبة العواقب، والله الموفق.