أحدثت صور العرض العسكري في مدينة دمت ارتباكا في المشهد السياسي والميداني على الساحة الجنوبية تحديداً، حيث سارع الجنوبيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى إطلاق تحذيرات من أن العرض يحمل في طياته تهديدا مبطنا باستهدافهم في أي لحظة، وإعادة محاولة اجتياح مدن الضالع الجنوبية من جديد، عبر منطقة حدودية تابعة لليمن الشمالي قبل تحقيق الوحدة في مايو 1990م، وتم إلحاقها إداريا بالضالع في98. مراقبون محليون أكدوا على ضرورة اخذ الحيطة والحذر من التحركات العسكرية الأخيرة في دمت الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح اليمني، لافتين إلى أن قيادات الحزب تسعى على مايبدو لإظهار سيطرتهم على مناطق حساسة بغرض الابتزاز السياسي وفرض أجندتهم على أرض الواقع. متسائلين في الوقت نفسه عن سر اختفاء هذه القوات طوال فترة استخدام مليشيات الحوثي وعصابات المخلوع صالح لمنطقتهم كنقطة عبور لمهاجمة الضالع.. غير مستبعدين أن تكون قد شاركت فعليا في العدوان على الجنوب قبل أن تهزم ويتم دحرها إلى عمق المناطق الحدودية لليمن الشمالي. مبدين ثقتهم التامة بالمقاومة الجنوبية التي قالوا أنها على أتم الأهبة والاستعداد للتصدي لأي مغامرات عسكرية للقوات المتمركزة في دمت. خبراء عسكريون من جانبهم قالوا بأنه إذا ثبت بأن القوات التي نفذت عرض عسكري بالاليات الثقيلة والدبابات في دمت تدين بالولاء للشرعية اليمنية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي.. فأنه من الأجدر إصدار أوامر مباشرة لتحريك تلك القوات عبر نقيل سمارة ومن ثم مدينة إب لفك الحصار عن مدينة تعز التي تتعرض لجرائم إبادة جماعية على يد مليشيات الحوثي والمخلوع صالح.. بدلا من أن تستخدم في محاولة استفزاز الجنوبيين وفتح جبهات قتال عبثية لتخفيف الضغط عن مأرب وصنعاء.