بعد أكثر من ثلاثة أسابيع على خلو مقعد محافظ عدن, عيّن الرئيس عبد ربه منصور هادي ضابطًا رفيعًا في الجيش ومستشارًا له برتبة لواء، محافظًا جديدًا للمحافظة بعد تعيين المحافظ السابق وزيرًا للشباب والرياضة. تعيين اللواء الركن جعفر محمد سعد محافظًا للمدينة التي تتخذها الحكومة اليمنية عاصمة مؤقتة لها, جاء بُعيد ثلاثة أيام من الهجمات غير المسبوقة الذي تعرضت لها مقرات نائب الرئيس ورئيس الحكومة والقوات الإماراتية في الضاحية الغربية لعدن, أسفرت عن مقتل 15 جنديًا بينهم 4 إماراتيون وسعودي. المحافظ الجديد, المقرّب من قوى الحراك الجنوبي, قال ل "عدن الغد" إن أمامه أولويات مهمة واستثنائية عاجلة هي ملفات الشهداء والجرحى والإغاثة والإعمار.. وأضاف في اتصال صحفي من مدينة جدة السعودية أن الملف الأمني يأتي في صدارة أوليات برنامجه القادم في المحافظة إلى جانب «الصحة والتعليم وتسهيل إجراءات الاستثمار ومحاربة الفساد», مؤكدًا حاجته لكل رجال الدولة والأعمال في الداخل والخارج إلى جانب المقاومة. وكان اللواء جعفر محمد سعد, المقيم في العاصمة البريطانية لندن منذ حرب صيف 1994, أحد أبرز حلفاء الرئيس هادي في الحرب التي خاضتها القوات الحكومية والمقاومة الجنوبية ضد الحوثيين وقوات الرئيس السابق والتي أسفرت بدعم بري من قوات التحالف بقيادة السعودية عن استعادة السيطرة على مدينة عدن, منتصف يوليو-تموز الماضي. وأصيب سعد في الاجتياح العسكري للحوثيين وقوات الرئيس السابق لمحافظة لحج, شمال عدن, نهاية مارس الماضي, في المواجهات التي اندلعت في محيط قاعدة العند العسكرية حينها, قبيل خروج الرئيس هادي من قصره في معاشيق صوب سلطنة عمان فالمملكة العربية السعودية. ومنذ أشهر, تشهد مدينة عدن انفلاتًا أمنيًا غير مسبوق مع استمرار مسلسل الاغتيالات ضد كبار رجالات الدولة والجيش والقضاء وقيادات المقاومة, قبل أن تطال الهجمات الأعنف مؤخرًا مقر نائب الرئيس ورئيس الحكومة خالد بحاح, وهو ما يجعل من ضبط الأمن المهمة الأصعب التي تنتظر المحافظ الجديد للمدينة.