من المؤكد بأنكم لستم بنفس مواصفات القيادة ولم تكونوا في مستوى تلك الكوكبة من رجال الدولة المبشرين بالجنة والذي حكمهم سيدنا عمر ( رضي الله عنه ) وحكم فيهم وهو على فراش الموت . فقال : ...إدخلوا السقيفة من تبقى من العشرة المبشرين بالجنة .. وكان عددهم ستة وأخرج منهم السابع ( سعيد بن زيد ) كونه من أسرة أمير المؤمنين عمر .. ورفض استخلاف ابنه عبدالله وكلف أبا طلحة الأنصاري وقال : كن في خمسين من قومك على حراستهم وآمر المقداد بن الأسود بأن يقوم على الستة . وقال له : ... إن اتفقوا خمسه وخالف واحد فاضرب عنقه ، وإن اتفق أربعة وأبى اثنان فأضرب عنقيهما ، وإن أتى اليوم الرابع ولم يختاروا رجلاً منهم فأضرب أعناقهم جميعاً . وتم لعمر ( رضي الله عنه ) من الأمر ما أراد . لكن ذلك زمن أهل التقوى وأهل العدل ..قال فيهم رب العباد : ( رجال صدقواماعاهدوا الله عليه) ولنا في تاريخهم من العبر ما يكفي . وبالمقابل فإننا في الجنوب لم نمارس حقنا الشرعي في المسألة والمحاسبة ولو أننا نصبنا لكم المحاكم في الميادين التي رفعنا فيها صوركم وفتحنا ملفات 1967م وملفات1969 م وملفات 1978 م وملفات1986 م وملفات1990 م وملفات1994 م ومابينها لكان الأمر مختلف ولما أصبحتم تحضون بالقبول والرعاية الدولية والإقليمية باعتباركم ممثلين لشعب الجنوب ! . لو أننا قمنا بذلك ستغلق المطارات والفنادق والقصور أمامكم باعتباركم مطلوبين للعدالة بحكم الشعب وبعدالة القضية . لكننا نحن شعب الجنوب وثواره سامحناكم .. بدون اعتذار ، وتناسينا الجراح من أجل الوطن . لكنكم تماديتم .. وفتحتم تلك الملفات الماضية من تاريخكم السياسي لتصفية حساباتكم الشخصية وتناسيتم حسابنا كشعب ! . ياسادة ..لن تجدوا شعبا على وجه الأرض بهذا الوفاء .. ولن تجدوا شعبا أيضاً بهذا التسامح .. ولن تجدوا شعبا لديه من الشهداء الكثير في مختلف المنعطفات السياسية موزع بعدالتكم على جميع محافظات الجنوب . شعب يقول من أجل الوطن سأقدم المزيد من الشهداء. واليوم اعلموا علم اليقين أن هذا الشعب قد استنفذ كل ما عليه تجاهكم وبقي الحسم . لن تضيع هذه الفرصة كما سا بقاتها ستكون هي الأخيرة . . ( فإما .واما). فإما أن تعودوا إلى رشدكم وتنهون هذا الانقسام والعبث السياسي وأنتم أهل الخبرات والتجارب وقد بلغتم من العمر عتيا. وإما. . وهذا ما لا نتمناه باعتبار المرحلة القادمة أساسها التسامح والشراكة ...فإن شعب الجنوب وثواره في السلم والمقاومة بينهم الكثير من أمثال (الأسود بن المقداد ) ولديهم من رجال سيدنا عمر الكثير ..