رغمآ عنا وللاسبوع الثالث لم نستطع ان نروي جثمانك الثرى،ولم نعد قادرين على اخذ جثتك من مدرسة لكمة صلاح الحدودية. عذرآ شهيدنا الغالي عميد لم نستطع ان نراك بسبب قرار قوات الاحتلال اليمني ومليشياته الإرهابية باعتقالك وانت (ميتآ). ومنع مجرد التقرب اليك.
نعم نعلم ان جثتك وان لم ترى تحت الثرى الا ان ريحة المسك تأتي الينا عن بعد من تحت انقاض المدرسة التي لطالما ستكون بالنسبة لنا مركز مزار لقصة بطلآ فقده الوطن يدافع عن كرامته وعزته وعرضه.
نعم شهيدنا نعلم ان ريحة المسك والعطر هي النكهه التي ترتاد كل شهيد. كيف نشكك بذلك؟ بل نحن على يقين انك كذلك ،حيث وانت قد قمت قبل وفاتك بأسبوع رغم غيابك الطويل منذ عام بزيارة اهلك واسرتك واقربائك مودعآ اياهم كلآ بشخصه طالبآ منهم الدعاء اليك بالنصر والشهادة.
كيف لانرى ان رائحة المسك من جثتك وانت من تصوم لله تعالى كل يومي اثنين وخميس تطوعآ لله تعالى، اضافه الى أجر مهامك الدينية كحارس لدار القرآن الكريم بمدينة الضالع.
نعم نعلم اننا ضلمناك يوم اننا لانعلم بقناعاتك المخزونه في ذاكرتك السرية. نعم ضلمناك لأننا لا نقدر رجالنا وابطالنا الا عندما يتحدث الينا الأخرون عنك. نعم لقد صعقت وانا استمع لدورك وشجاعتك في كل جبهات القتال بالضالع. نعم ضلمناك لأنك لم تكن صنعانيآ او تعزيآ أو ذات مال حتى نتقرب اليك ونكسب ودك.
ضلمناك ياشهيدنا لأنك لم تحدثنا ببطولاتك التي تقوم بها أسوة (بالمهرجين) الذين يصنعون تاريخآ لايكاد ان يستمر لبضع من الدقائق.
ضلمناك ياشهيدنا يوم لانعلم الا من رفاقك في الجبهة الأخيرة من حياتك بأنك تخلصت من اكثر من ستة عشر حوثي معتد على بلدك قبل ان تقنصك ايادي الغدر والجبن والأحتلال. نكتب عنك كسجع شاعر يأتي( برهةً) دون سابق تفكير وفي لحظة الم وحزن لجثمانك الطاهر،لانريد منه شهرةً ولا اعتزازآ بقبيلةً ولا بمنطقةً بقدر اعتزازنا بأنك تمثل وطن . رحماك ربي بشهيد الوطن والى الفردوس الأعلى بإذنه.