إلى الثوار والأحرار في عدن لكم فخر واعتزاز أن نشاهد سواعدكم ترفع راياتنا خفاقة عالية بالسماء كسواعد أسلافنا الذين حملوها في مثل هذا اليوم ليعلنوا إنهاء احتلال أكبر امبراطورية عرفها العالم وكانوا يرددون حينها ( لا تقل انه انهزم ... فلقد ثار وانتقم ... وارتمت تحت نعله ... راية التاج والصنم ) , واليوم تردون على اسلافكم بحناجركم في ذكرى الثلاثون من نوفمبر بصوت واحد مرددين ( سلام يا صناع نوفمبر ... وآخر جلا جندي بريطاني ... أنتم صنعتم فجره الأول ... ونحن سنصنع فجره الثاني ) . يا لله كم اشعر بمدى قوتكم وصلابتكم ومدى عزيمتكم على الاستمرار على ما خرجتم من أجله ، فأنتم ايها العظماء تصنعون بتلاحمكم تاريخ عظيم لأمة عظيمة سيخلد التاريخ افعالكم وكل لحظة مررتم بها اثناء مراحل ثورتكم فسيروا على بركة الله واجعلوا من ذكرى الثلاثون من نوفمبر ذكرى بداية عهد جديد في تاريخ وطننا الجنوبي الحبيب ، واثبتوا للعالم أنكم وبالرغم ما مررتم به من حروب بسبب محتل بغيض خاض ولازال يخوض حرب لا اخلاقية ضدكم إلا انكم اثبتم من خلال افعالكم التي تسابق اقوالكم انكم لم ولن ترفعوا له الرايات البيضاء بل ستستمرون في ثورتكم حتى رفع راية الجنوب العربي خفاقة في كل سهول ووديان أرض الجنوب , لنعلن بذلك فجراً جديداً يحل فيه الأمن والسلام في الجزيرة العربية والمنطقة التي لطالما حاول المحتل أن يجعل من بلادنا مصدر تهديد لأمنها ولكن فشلت كل مخططاته بيقظتكم وإدراككم الكامل باننا جزء من النسيج الاجتماعي العربي الواحد الذي تحاول ايران بأدواتها في الشمال تمزيقه للوصول إلى غاياتها الطائفية المقيتة . ايها الثوار في العاصمة عدن يجب أن نعلم وعلى الدوام أن التاريخ يمجد اولئك الذين يصنعون الحياة وينادون للسلام في كل صباح تشرق فيه الشمس امثالكم ويهمل باحتقار متجاهلاً صناع الموت والدمار الذين ظهروا لنا في هذه المرحلة في ابشع صورة يمكن للإنسان أن يظهر فيها ، قدموا من الشمال حاملين السلاح في وجه شعب اعزل نهبوا سلاح جيشه وحولوه إلى يد ميليشيات إرهابية هدفها وغايتها تهديد الأمن القومي العربي ، مثل هؤلاء سيضل التاريخ يلعنهم ولا حسافة عليهم في ذلك طالما والله قد وهبهم عقول فسيروا عقولهم بما تهواه أنفسهم وغلبوا مصالحهم فوق المصالح العامة للأمة . واخيراً ... بعيداً عن الحرب لنتفاءل بغد مشرق ولنحتفل بعيدنا الوطني ولنردد ما كان يردده الأجداد في الثلاثون من نوفمبر 1967م ومن بين ما كانوا يرددونه جيشنا يا جيشنا ... جيشنا يا ذا البطل أنت قد حررتنا ... بنضال وعمل وآخر يقول : يا فرحتنا يا فرحتنا ... الله بارك في ثورتنا والله والله ما ينفعنا ... إلا الخلاص لأمتنا