لا تقول ارفع راية الحق ولكن اجعل سلوكك وثقافتك وفكرك ومشروعك هو الذي يتحدث ويقنع الناس بحقيقتك . من يرفع راية الحق لا يخاف من صوت الحقيقة , ولا يرعبه الإعلام والصحف والمواقع الكترونية , الحق دائما صوته يطغى في وجه أصوات الباطل , فالباطل مرعوب من الحقيقة وصوتها الوطني والإنساني والأخلاقي . وعندما تغيب الحقيقة يحضر الوهم بخطابة الخشبي الذي يحاول تغطية الشمس بغربال , والحقيقة مهما غيبت لكنها تظل حقيقة ستبرز يوما لتكشف الزيف , وهنا يكمن خوفهم من صوتها فيكمموا أفواهها ويسدون منابعها ويغلقون منابرها , لكن هيهات فعشاق الحقيقة يبحثون عنها ويجدونها والمدافعين عنها كثر ومهما غيبت لكنها تبرز وتشع في وجوه دعاة الباطل و وهمهم ومشروعهم وتخلفهم وعنجهيتهم. والحقيقة هي الحدث التي تؤكد وجودة الدلائل المادية بدونها يصبح زيفا ومهما كانت مررتها فهي أساس العدل والبناء وإصلاح الأحوال وذات البين . وباستنادنا على الحقائق نبني مواقف صحيحة ومتينة . وفي غياب الحقيقة تظهر وتبرز الإشاعات والتلفيق والأكاذيب المغرضة وهذه بدورها تبني لدى البعض مواقف خاطئة وضعيفة . وعندما نصل إلى كشف حقائق طبيعة معانات الناس نتمكن من الوصول إلى سبل صحيحة وقادرة على إيقاف معاناتهم والعكس صحيح . والحقيقة هي سلاح المظلوم ضد الظالم وعندما تظهر تخرس الكاذب وتدين المجرم وتعيد الحقوق لأصحابها و بها نكسب تأييد الجماهير ومساندتهم للانتصار للقضايا الإنسانية ونجرد أعداء الوطن من حلفائهم . ولهذا الحقائق يجب ان تكون حاضرة بقوة في مشروعنا وموقفنا الوطني أن نكون أكثر شفافية وصدق وعدالة لنقنع الجماهير ونواكب تطلعاتهم وأمالهم . يحاولون إسكات صوت الحقيقة حتى لا يعرف الناس حقيقتهم وزيفهم , احجبوا كل المواقع الكترونية والإخبارية التي لا تواكب أكاذيبهم ووهمهم , استولوا على الصحف الرسمية وجعلوها تخدم مشروعهم الانقلابي وتلمع صورتهم القبيحة , أغلقوا كل الصحف المعارضة والمستقلة خوفا ورعبا من صوت الحقيقة . كان أخرها صحيفة الثوري الصوت الوطني الذي استمر يقاوم ويغرد في واقع مظلم وعنيف ومتوحش فيه قول الحقيقة جريمة والرأي تهمه , الصحفي المخلص لوطنه في واقعنا اليوم مجرم ومتهم مطارد محلل دمه وقتله , لم تشهد اليمن انتهاك للصحافة في تاريخه كما تشهده اليوم , بل تجاوزت حدود المعقول ولا معقول في الانتهاكات الصحفية , أن أسردتها سأحتاج لكتاب والكل يعرفها تفصيلا وقصصها تداول اليوم . الحرية للصحافة ولصحيفة الثوري وللصحف الأهلية والرسمية المحجوبة , مؤسسة الثورة ليست ملكية السيد وهي ملكية الشعب والوطن الحرية لها لتمارس مهامها الوطنية والإنسانية والأخلاقية والصحفية والتزاماتها بذلك مع الجميع دون قيود وتمايز ومنها صحيفة الثوري الصوت اليساري الحر .