لدي صديقين عزيزين أحدهما من شبوة والآخر من يافع جمعتنا معرفة وصداقة منذ سنوات و كانوا غير متفهمين للحراك الجنوبي ومطالبه بل كانوا وحدويين أكثر من الملك ! في الشهور الماضية انقلبت الأمور رأسا على عقب وصار موقف الأخوين ضد الوحدة بل تجاوزه أحيانا للتشدد والمبالغة في بعض الأحيان حتى دخلوا في التعميم في بعض الأحيان .. عند التأمل والنظر وبحكم أنه تجمعنا عدة مجموعات في الفيس والواتس وجدت أن التغير ليس متعلقا فقط بعدوان الحوثي والمخلوع قدر ماهو بسبب كتابات المثقفين الشماليين الموالين للشرعية !! وجد أصدقائي شيء من الشماتة حين دخل الحوثيون لعدن من أناس كانوا يرونهم وطنيين ووحدويين بل وبعضهم اسلاميين !! وهؤلاء ليسوا مجرد مفسبكين او نكرات بل كتاب كبار لهم وزنهم .. وجدوا أن هناك تصيد لأخطاء الحراك الجنوبي واضح فاضح ومبالغة في تصوير بعض الأخطاء الفردية او التصرفات غير المنضبطة التي تمت في وضع ضعف تعيشه اجهزة الدولة .. لست هنا بالملاوم ولا بالغاضب من هذه الآراء أو الحملات التي بالتأكيد دوافعها طيبة نصرة لمظلوم او سعي لاطلاق صحفي فنحن ندين كل تصرف مسيء مهما كان مصدره ونتحمل كل سب وتخوين لأجل الحق ان شاء الله .. المقصود هنا أننا نعيش معركة واحدة وهم مشترك وحتى لو كان أخي لا يدرك هذا فلا يجب أن ننساق الى معارك جانبية ومهاترات تفرح العدو والخصم المشترك وتبين أن هناك تفرق وتصدع موجود .. ما أجمل أيام الحرب حين كان يوقف بعض الصحفيين فيتم الاتصال بقيادة المقاومة وتقوم باللازم ويتم التصرف والافراج عن الاعلاميين او غيرهم بدون ضجيج اعلامي ولا مهاترات ويمارسون أعمالهم بعد ذلك بكل حرية .. أيها الاعلاميون ورواد مواقع التواصل لسنا بصدد الحديث الآن عن وحدة وانفصال مهما بدت لكم بعض التصرفات مستفزة فهي ناتجة عن أمور لا تخفى عليكم آخرها حرب مدمرة مؤلمة .. ليكن حديثنا جميعا متوحدا تجاه الانقلاب والعدوان الاجرامي الذي طال شره البلاد كلها .. اتركوا الحديث بنفس جهوي او حزبي عن الوحدة فليست هي موضوع الوقت وستمضي باذن الله الى ما يرتضيه الناس لاحقا بعد استقرار الوضع ..