هم قلة اولئك المناضلون الصادقون الوطنيون الذين استشعروا الخطر القادم من ادغال التاريخ، فهبوا هؤلاء بروح وطنية مخلصة، في الوقت الذي لم يكونوا يمتلكون ادنى العتاد الحربي وبجهود متواضعة جدا في عدة جبهات وقف هؤلاء بصمود اقل مايقال عنه اسطوريا ادهش العالم الحر، وهكذا وجد هؤلاء القادة انفسهم امام واقع اما ان يكونوا او لا يكونوا، وان كان البعض ان لم يكن معظمهم لا يمتلكون خبرات عسكرية وعتادا مقابل جيش مدرب مؤهل تأهيلا عاليا_ لاستعباد الناس _طبعا_ ومليشيات مدربة واستطاعت المقامة الجنوبية مسنودة بالتحالف العربي الشقيق ان تلقن هؤلاء الغزاة دروسا مجانية في الحرية والعزة والاباء وتم اجتثاث وقص ريش غرور الكبر والاستعلاء الهلامي. فصمدوا منذ اول وهلة وضربوا عرض الحائط بقول كل المرجفين وادحضوا اقوال كل السفهاء والاقزام الذين حاولوا عبثا، الاساءة والتشوية بغرض زرع الاحباط وخلق حالة من التشكيك وعدم الولاء_ رغم كل الظروف السيئة انذاك_ فصمود هذه الفئة لا يستحق منا الا كل الثناء والشكر والعرفان وان نحني هاماتنا اجلالا ووفاء لمن قدموا خيرة شبابهم ثمنا للحرية والكرامة ورفضا لعقلية الاستعباد. ومن بين تلك النخبة الوطنية قائد المقاومة الشعبية الجنوبية في الصبيحة الشاب عبدربه المحولي مدير المضاربة والعارة، فالرجل اول من حشد في مناطق التماس الحدودية والشريط الساحلي وفي احلك الظروف اثناء سيطرة المليشيات على كل المدن كعدن ولحج وتعز بل وصلت هذه المليشيات الى خور العميرة وكادت ان تلتهم المندب وبقية المضاربة.. وكان لهذا الثائر الشاب ومعه الشهيد البطل العميد ركن طه علوان البوكري والعميد محمود صائل الصبيحي والعميد ركن احمد عبدالله تركي قائد اللواء الثالث حزم والشيخ علي حسن الاغبري وغيرهم لا يتسع المجال لذكرهم هنا الفضل بعد الله في تأسيس جبهات الصبيحة المختلفة فعمل على حشد مكونات المجتمع بالصبيحة من عدة شرائح تحت لواء المقاومة وبجهوده الذاتية وتعرض لعدة محاولات اغتيال كان اخرها بالقرب من الوازعية راح ضحية هذه المحاولة الاثمة اثنين من مرافقيه وجرح اخرين. وبالرغم من كل الذي جرى لايزال الرجل رابط الجاش لم تهزه رياح الغوغائيين واوهام المتسلقين وخزعبلات بعض المتطفلين، فقد عمل بصمة فلم يكن مثل البعض يهوى الظهور والثناء من احد كان. وفي تلك المواقف يستحضرنا قول المتنبي يوما: وقفت وما في الموت شك لواقف كأنك في جفن الردى وهو نائم تمر بكل الابطال كلمى هزيمة ووجهك وضاح وثغرك باسم ليطل علينا اليوم بعض المتنطعين والمراهقين السياسيين، وبعض الاقزام هناك للتطاول على من كان لهم الفضل في ما وصلنا اليه!! يا هؤلاء...انتم اعني.. ان النضال والقيادة والصكوك الوطنية ليست اثواب تفصلونها على ما تشتهي انفسكم ،او روشتات توزعونها على من يشبع نهمكم فالثورة الجنوبية ومقاومتها الباسلة ما قامت وما صمدت واستبسلت الا لتستوعب ابنائها المخلصين.. فكان الميدان ومنذ الوهلة الاولى هو الحكم وهو الذي صنف المناضلين بين التسلق والصمود .