الاستهداف الامني من القوى الإجرامية للجنوب هو أحد أدوات الاستهداف السياسي والنابع من الاستهداف الاقتصادي والوجودي بالتحليل النهائي. وإدارة الملف الأمني في العاصمة عدن مهمة معقدة للغاية، هدفها الاساسي يكمن في القدرة على منع الاعتداءات في شبر فيها من اي نوع، ووضع استراتيجيات مؤسساتية للتعامل معها، ولا نغفل اتخاذ القرارات العاجلة بسبب الاحداث الفجائية. ولا نكشف سرا بأن الامن في عدن يعمل في بيئتين متضادتين كليًا: بيئة صديقة، وبيئة معادية، وعدم قدرة الامن على الفرز الحقيقي بينهما يطيل أمد الاعتداءات الإجرامية ويضعف من تماسك البيئة الصديقة ويخلخل الفضاء السياسي الجنوبي وتماسكه. وكما تعلمون ان العدو يغير دومًا في أدواته وأساليبه وشخوصه، ويباغت في المكان والزمان. وهو يعلم إمكانيات أمن عدن "من ساسها إلى محرابها" ويعلم بالحلقات الأضعف في الأمن المتخلق للتو فيها، وعند تنفيذ أية عملية يستخدم الامكانيات التنظيمية للأمن القومي والسياسي وادارة العمليات القذرة للدولة في عاصمة الاحتلال. إن رسم خطة أمنية لن يصعب على أي ضابط أمن، إذا وضع في اعتباره أهداف مثل: -منع التهديدات الإجرامية على العاصمة -حشد ضباط الاستخبارات والامن العام لتحقيق اهداف الخطة -زيادة القدرات الامنية للجهاز الامني. سمعنا كثيرًا عن خطط، لمواجهة الأخطار والتحديات الامنية ولكن الواقع يخبرنا عن مصيرها. ولا يخفى على الجميع بان لدى الجنوب طاقات أمنية وعسكرية عالية التأهيل، تم قتلها وتهميشها واحراقها لأكثر من عشرين سنة، وخلال هذه السنوات العجاف توسعت العاصمة عدن سكانيا وعمرانيا وتنوعت سياسيا وحزبيا واجتماعيا، وتعاظمت المخاطر الامنية مقابل الامكانيات الشحيحة لقيادتها، مما يهيئ أرضية خصبة للأعمال الإرهابية والأمنية الإجرامية لكسر الانتصارات الجنوبية. وبعد كل تفجير ارهابي واستهداف للكادر الجنوبي يبادر الكثير للقول: أين الخطة الأمنية ؟ أو : لا توجد لدينا خطة أمنية. ولكننا نعلم علم اليقين أنه طالما وجدت إدارة أمن فهنالك خطة أمنية. وهي لا تعلنها عبر الاعلام بداهة؛ فمن البلاهة ان يتحدث الامنيون عن خططهم! ومن يستهدفون وماذا يستخدمون وأين سيضربون ومتى سيتحركون! وان الكشف عن اي عنصر من عناصر الخطة يعد جريمة لا تغتفر. ولا نشك بأن العدو نفسه، يضع خطته الأمنية الافتراضية ويدرس نقاط القوة والضعف ويجددها بعد كل استهداف أمني إجرامي يقوم به. ولكننا من باب الحرص، نهيب بالقيادة الامنية الجديدة أن تراعي الامور التالية: 1-عدم الاعلان عن أية خطة امنية مطلقا في العاصمة عدن. فلا حاجة لنا بخطة يعرف الجميع تفاصيلها. 2-استدعاء ضباط الامن والاستخبارات الجنوبيين الأكاديميين وكذا أصحاب الخبرات الاستخباراتية والأمنية. 3-السعي لفصل الاتصالات الهاتفية بكل انواعها عن صنعاء 2-تطويق المقرات المشتبهة المحتلة من عناصر ارهابية 3-استخدام وسائل وطرائق فعالة مفاجئة لمواجهة الارهابيين 4-ضمان الترابط الفعال للعناصر الأمنية في كل المربعات. 5-تأمين عناصر المقاومة المنتشرين في الطرقات ومواقع الشرف. 6-فتح مراكز الشرطة في جميع المديريات لضبط الأمن الداخلي. 7-نشر عناصر أمنية متحركة بلباس مدني في كل الاحياء. 8-منع تحركات الموتر سيكل في العاصمة. 9-توقيف السيارات بدون أرقام أو تراخيص قيادة. 10-كل السيارات الامنية والعسكرية تحمل تصاريح مرور محددة المسار. 11-منع حمل السلاح باستثناء الجهات المخولة. 12-التنسيق العسكري والامني والاعلامي الجنوبي الفعال. 13-العمل المعنوي التوجيهي للضباط والافراد بروحه الجديدة. بدون خطة تأمين للعاصمة عدن مسنودة بالوسائل والامكانيات والملاكات، وتحت قيادة واحدة وحيدة تفرض هيبتها على كل متر مربع وخلال فترة وجيزة؛ لا ننتظر تغييرات مطلقا، فالملف الامني مازال حاضرا بكل ثقله.