بعد هدوءِ عاصفةِ التهاني التي اجتاحت العالمَ الأزرقَ لمارك زوكينبيرغ (الفيس بوك) نضعُ -اليوم- تلك التهاني تحت المِجهر؛ لِنُمحِّصَ الطلابَ فنُبين الجديرَ بالامتيازِ مِمَّنَ ليسَ أهلًا له. حقيقةً هناك قِلَّةٌ من الطلاب نالوا شرفَ الامتياز بجدارة؛ لأنهم تحمَّلوا عناءَ المذاكرةِ في غُرَفٍ ينقطع فيها التيارُ الكهربائيُّ باستمرار، وهناك الكثيرُ مِمَّنَ ساعدهم الغش الإلكتروني لتحقيقِ امتيازٍ لو نطقَ لتبرَّأ مِنهم براءةَ الذئبِ من دمِ يوسف. فرحةُ حَمَلَةِ الامتياز المزيَّف لن تدومَ طويلًا؛ ذلك أنهم سيواجهون زلزالَ امتحانات القبول الذي سيُبَعثِرهم وسيرمي بهم خارجَ بوابة الجامعة، ولكنَّ أحدهم قد ينجو من الزلزال ويحصل على منحة خارجية وِفْقَ معايير يحتفظ بسرِّها المانحون وليس من بينها التفوق العلمي! ثم يُسافِرُ حاملًا الفشلَ وأغراضَهُ داخل حقيبةٍ واحدة. كثيرٌ مِنْ حَمَلَةِ الامتياز جرفَتهم الملهياتُ طيلةَ عامٍ كامل، فكانوا يحرِصون على تعبئة الرصيدِ الذي يُمكِّنهم من تصفُّحِ شبكة الإنترنت داخل قاعة الامتحان أكثرَ من حِرصهم على المذاكرة فلم يعْلَق بأذهانهم شيءٌ سوى أيقونة الواتس أب! وهاهم اليوم يُجيبون من يسألهم عن نتيجتهم بأن مَنْ جدَّ وَجدْ ومِنْ زرع حصد، فهل يحق لهم ذلك؟!