مثلما تأكل القطط صغارها فإن الثأر في شبوة يأكل أبناءها ، يلتهم شبابها ، ويفتك برجالها ... لايفرق بين صغير أو كبير ، ولا يميز بين مذنب أو برئ . الثأر عجلة التاريخ التي تعود بالمجتمعات إلى الوراء وآلة الزمن التي تسافر بهم إلى عصور الجهل وقرون التخلف . الثأر صحراء التيه المظلمة التي لايضأ فيها سراج ولايشع عليها نور... ملبدة سماءها بالشقاء والويل والمعاناة. حتماً هذه الظاهره ليست وليدة اللحظه في أوساط مجتمعاتنا القبلية ولكنها أكثر تفشياً في الآونة الأخيرة والسبب الأول يعود إلى ضعف الوازع الديني بيننا وبعدنا عن شريعتنا السمحة وتعاليم ديننا الحنيف وإلا لما زهقنا أرواح بعضنا البعض على أتفه الاسباب . كرمنا الله بالحسب والنسب وبالجاه والمال ومع ذلك أنكرنا نعم الله التي منها علينا وجحدناها ، أستبدلنا حدود الله با أعراف وأسلاف تلبي رغباتنا ونزعاتنا الشيطانية . نسينا أن الخالق خلق الخلق شعوباً وقبائل ليتعارفوا وأن أكرمهم وأعلاهم منزلة يوم القيامة أتقاهم ، نسينا أن هدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من أن يراق دم أمرء مسلم بدون وجه حق . لماذ القتل إذاً ؟ من أجل المال أم من أجل الشهرة ولكي يقال قبيلة فلان فعلت كذا وكذا ؟ هل أصبحت بفعلتك مخلداً في الدنيا أيها القاتل ؟ لا وربي بل ستصبح بفعلتك مخلداً في النار أيها الساذج . كم ستعيش على هذه المعمورة ؟ 100سنة أم 1000 عام ، عيش ماشئت فأنك ستحاكم لا محالة في يوم مقداره خمسين ألف سنة ، مجروراً راءسك بيد القتيل يشكوك إلى الملك الجبار ، يارب أسال هذا فيما قتلني ... لن تنفعك قبيلتك حينئذٍ ولن ينفعك سلاحك ولاشاصك ولا قصائد المدح التي تقال فيك ولا المطبلين من حولك .
سيكون مصيرك نار جهنم مخلداً فيها وملعون مطرود من رحمة الله . هنئياً لمن صبر وأحتسب ، هنيئاً ايها المظلوم فلاشئ يضيع عند الله فورب الكعبة انه الربح العظيم . أيضا من أهم أسباب تفشي ظاهرة الثأر هو غياب الدولة و أنتهاج حكومة الأحتلال اليمني في السنوات السابقة منهج (ماسيبي) تجاه هذه الظاهره في العلن وصب الزيت على النار في الخفى من أجل زرع الأحقاد والضغينة بين أبناء المنطقه الواحدة كي يظلوا غارقين في مستنقع الجهل والتخلف وكي لاتقوم لهم قائمة . أعترف أن الأعداء نجحوا كثيراً في هذا الموضوع وتحقق لهم ما أرادوا بشكل مضاعف لكنني أومن وكلي يقين بأن أرادتنا ستكون أكبر وحلمنا بالقضاء على هذه الظاهرة سيتحقق يوما ما بإذن الفرد الصمد . نحن على أعتاب مرحلة جديدة من التاريخ سيشرق فيها مجد الجنوب ويبزغ فجره من جديد ... فقط تفاءلوا بالخير ، كل منا يبدأ بأصلاح نفسه ومراجعة حساباته كي نكون خير سند لخير وطن