قف قليل، تأمل أحد موقف الذل، عبر بما شئت من كلمات المهم أن ترميهم بلعنة السماء التي يستحقونها. ترأت لي وعين أخي الذي يصغرني ببعض سنوات نقطة تفتيش يغطيها "هنجر" كبير ،عندما كنا على متن باص قاصدين السفر، وتاركين خلفنا منطقة البرح، وهي منطقة تجمع للمليشيا في حربها الضارية على السلام المجتمعي في مدينتنا المكلومة منذ ظهور حربهم البربري. وقف الباص بعد إشارة رجل يلبس البزة العسكرية ويربط "جعبته" بإحكام تأركا للجانب الأيمن لسلاح الكلاشنكوف، فيما أخذ الجنب الأيسر ماتبقى من حزامه الذي حوى"هاتف" لاسلكي وقنبلة يدوية وخنجر لا يستخدمه العاديون من الناس فهو خصيص بقواتنا الباسلة التي تجاهد هناك في النقاط التي تربط مدينة العزة مع باقي المدن. بدأت أحداث ذلتنا الآن ، نظرة فاحصة لكل الساكنون على مقاعدهم، ملامحهم تقول أنهم أبناء أصليون من هذه الداعشية الكافره التي نحاصرها فتزداد طغينا وكفرا، أحمر وجه مقاتلنا المغوار بعد أن شاهد المقعد الأخير يحوي حقائب المسافرين .. تراجع قليل عن الباص مع تنهيده حملت رائحة السجائر التي يعتقلها بإستمرار وأوحت خلجات وجه باشتياقه الشديد لحبة الدخان الذي أخرجها من نفس "الجعبة" الذي يثبتها على بطنه مشدوده إلى رقبته وظهره. طلب بفتح الباب الخلفي بصوت يدل أن صاحبه يكن للراكبون شيئا ما نعم .. أتذكر أنه بحث من الموجودين قبل طلبه السابق مقص أو حسب تعبيره"مجص".. نظراته الحاده نحونا، أو بالأصح نظرته الثابته ذات الإتجاه الواحد التي تصادمت مع لمحتي الخاطفة جعلتني أكن له شك مخيف ،واصلت جلوسي على الطبيعة المعتادة وعدت أتاكد بنظرة سريعه..لقد بأن المكشوف من بطلنا أكثر .. عيونه تكاد تتطاير شررا بتوسعها المخيف يرافقه إحمرار، أنه يكاد يتقطر دما. حدثت نفسي بدعابة لأكسر الشك الذي خالطني" ياجن الجن ، ماله يبهرر هذا"، لقد بدأ دوري الآن أخذت أمسح وجهي وأحك شعري ،أمسك عودي القات وأتاكد من" البجمه"_ أن كانت تبقت بجمة أصلا الطبيعي _.. تحسستها مره أخرى في إرتباك ، أخذت نفس طويل كي تهدأ نفسي، ولحقته بإبتلاع رمق أخير جرف ماتبقى من القات. بعدني شرودي المصطنع صوت شديد من خلفي تماما. _ شنطة من هذه .. ألتفت محاولا إبداء إندهاشي _ ها تبعي يافندم تبعي. _ أيش داخالها ... _ أكيد يافندم ملابس ووا وكت وكتب. _ لاعد يطلع لنا شي فيها.. _ لا لا الله المستعان فتشها يافندم وقفزت على ركبتي معاكسا الكرسي في الجلوس أمسك الشنطة ناثرا كل المحتويات.. وفجأة أحس بخنجر يقف بواجهتي وتمسكه يدا بإحكام.. يالله أنه يشهر خنجره !. مسك بكتفي بإحكام ثم رفع رجله اليمنى إلى داخل الباص ، أندفاعته للصعود جرتني بطريقة معاكسة حتى كدت أخرج من باب الباص الخلفي لولا تشبث يدي بأطرافه الزجاجية.. قلت بعد أن شاهدته كثعبان منحني برأسه أعلى من الراكبون الذي سددوا نظراتهم مع فتحهم للشفتين والأسنان، وبالعربي "قعوا". لم يكن يقصدني ولا أدري مافائدة طريقته التي كشر بها بجميع أنيابه نحو شعر أخي مدعيا أنه لن يمر قبل أن يقطعه ، أصلحة وضعيتي ومسكت يديه( صلي على النبي يافندم) فجعت الوالد ..مله مش أكه . _ هذه كلمتي نزله.. نزل منتظره من الباب الأوسط، ولاحظة أبتعاد الخنجر عن شعر أخي لتصبح تلك الصورة مرسومه حتى المنام ..لقت أقبلت بأشباح الواقع لتكرس غضب في داهليز صدري.. داعش يذبح أخي وأنا أنظر أليه ، لا ياساده بل أخوانهم في بلدنا ..الرفضون للدقون بإسم التكفير .. بل هو نفسه الذي أخافني في البداية ثم أخافني وأفجع أخي وهو يجر شعره يريد قطعه بسكينه الملعونه. صرخ بعد أن طلب السائق الوقوف على جنب" أنزل " قلت أنزل. آه ياحبيبي .. نظراتك هذه تمزق ماتبقى من رجاء لهذا البغل الذي لايفهم، كانت نظرات أخي نحوي وصمته وخلجات وجهه ترسم بإحكام هول فاجعته .. اللعنة على هذا الشعر ، اللعنة على إطالته التي تشبه الأمريكيون ويهود إسرائيل، ألم تعلم أن المهدي سيخرج من سردبه وبيده خنجر ليذبح المسلمون المتأمريكين أقصد أن يفتح "صوالين"حلاقه وكل من حلق شعره بالخنجر أعطاه مفتاح الجنه وهو شبيه مفتاح القفل لباب الكهف الذي يجلس فيه سيدهم منذو توليه قياده المسيره للحلاقة بالخناجر وفق منهج الشهيد القاتل. كثررت الحديث بلهجة عازمه" يافندم وعد لأحلقله اليوم" ، ويرد بكلمات لاتحتمل الرفض.. أنت أسكت أو أحلق لك دقنك به. _ مو من دقن أنا فدالك قدهن ثنتين شعر، اهه نتفنا عارهن، وهذا أخي الصغير . _ أخوك هاتوا بطايجكم .. _ بطاقتي مش قحصلته بجيب الشنطة.. _هات بطاقته طيب _ مافيش معه بطاقه قدك داري أن الدنيا مكعون كعن. _ صدجني ماعد يعبر إلا قد قصيت شعره. سلام الله على البغل، بلا جدل فأن عقلية الفندم أخذت نصيبها الكافي من تعاليم الحمار العقلية .. نزلت من مكاني مترجيه أن يسمح لنا بالعبور، إشارة الرفض لم تتغير .. ألتفت نحو أثنيين من رفقائيه تواجدوا للتو "ياجماعة فهمنه" ياولد نجولك فين بطاقته.. أتضح أن الأثنين من نفس الطينه. هرولت نحو عسكري كان يجلس على الكرسي ، وكان يبدو عليه آثار الضنك والتعب ومن كثر فرحتي به خاطبته "يااااا... أنت عسكري".. رد "يقولوا ". _ أنا فدى لك شوف لي الشباب هاذم يشتوا يقصوا للوليد بالخنجر او بطاقه..، يتأوه ، أوووف ، أووف ثم وقف متثاقلا في القيام. _خلاص يافندم أبو سالم هذه المره خليه علي.. ياباص الليل إتحرك وأنت ياولد أقطع لك بطاقة ، ماحد شعرفك هنا ، وأنت ياولد أحلق لأخوك أحسن لك. *أنا أشكرك يافندم ووعد مني أقسم بالله والله العظيم ورب الكعبةووو،،.. تعددات الأيمان والقول واحدو" تا الله يا أبا جبريل أننا شحلقله".