منذ عقود من الزمن مضت وحالمين تحلم بمشروع طريق عقبة خالق لتخفف من شدة البعد الذي يعتلي سكنهم أعالي الجبال لانه الطريق الوحيد التي تربط عدد كثير من مناطق الجبال الشامخة وصولاً إلى مدينة حبيل الريدة عاصمة المديرية وأمست وهي تنتظر بداية هذا الحلم منذ إنطلاق مخطط مشروع العقبة في السبعينيات . انطلقت فكرة ذلك المشروع من أعلام الوطن وكوادر حالمين إنه ذلك الرجل الشخصية الاجتماعية الخيرة /صالح أحمد سعيد بن سعيد ذاك الرجل الشريف الذي كان شعاعاً من نور لمديرية حالمين ونوراً للجنوب عامة حتى توفته المنية رحمه الله واسكنه فسيح جناته في ذلك الوقت كان مديراً لمديرية حبيل الجبر فقرر أن ينطلق بفكرة مشروعه ويبدأ التنفيذ فقام بزيارة الي عقبة خالق وبمعية عدد من الشخصيات منهم أحمد مقبل فكانوا الأوائل من رسم نور حالمين في تلك الجبال الشامخة ورسخا تلك الفكرة العظيمة والامل لحالمين قرروا التواصل وعقد اللقاءات والاجتماعات مع بعض الشخصيات في المديرية على مستوى مناطق حالمين ليقوم بشق المشروع لكن البداية مستحيلة بفعل ملاك الارض وحاول اقناعهم لكنهم أصروا على عدم عبور الطريق في أرضهم وحينها لكن لا مستحيل مع الاصرار والعزيمة فتم بحمد الله تغيير الجغرافيا في مكان آخر ليتم بعدها تنفيذ المشروع وبتدخل المغتربون من أبناء المديرية الذين نقدم لهم كل الشكر والتقدير على ما قدموه في هذا وبتعاون عدد من الأهالي رغم أن المسافة كانت بعيدة فأستبشر الاهالي خيراً بمشروع العقبة واستمرت الجهود وأستمر الصراع مع الوقت والجهد ومع شحة الإمكانيات وأستمر طلب المساعدة من الجهات الرسمية وغيرها ولم يكن هناك جواباً حتى أتت دولة الوحدة نظام ومع الضغط الشعبي المتزايد تم الإعتماد ولكن ذلك الاعتماد كان وهمياً قدرت ميزانيتها بحوالي 250مليون ريال يمني وهمية . ومرت السنين والكل يحلم بها وكان ذلك الحلم يراود الموطنين. أمسى المواطن الحالمي يناشد ولم يلقى جواباً مستنداً إلى قول الشاعر ( ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي ) لكن المواطن كان يتمسك ببصيص الأمل لعله عسى يلقى ثغرة للنور لكن الوعود أستمرت من قبل السلطات ولكنها آفله من قبل الاحتلال الشمالي مسببة الإحباط واليأس لدى الكثير فولد ذلك معاناة لتفتك المعاناة بالسكان الذين غادر الكثير منهم تلك الجبال الى المدينة للبحث عن خدمات أساسية كالمياه والكهرباء لكن بقي هناك آخرون فواجهوا المعاناة متمسكين بالأمل والصمود رغم الواقع الصعب والأليم ذلك الحلم أنتظره الصغير والكبير في جميع الفئات العمرية شيوخاً وشباباً ونساءاً وأطفالاً ليروه على واقعهم فأمنوا بمقولك (إن الاعتماد على النفس فضيلة ) لأن عدد من الشخصيات من مديرية حالمين ومنهم المغتربون في المملكه العربية السعودية بتولي زمام المبادرة وإكمالها وتجديد تلك الفكرة فتم إنشاء صندوق لجمع التبرعات من المغتربين من أبناء حالمين وساهم معهم عدد من أبناء إخوتهم في الجنوب فاعلي الخير لإستكمال مشروع شق طريق عقبة خلق على مراحل أولها فك الحاجز من منطقة الرباط الى منطقة سحانر ليتم توصيل الطريقان مع بعض بحيث تكون طريق عادية تمر فيها السيارات وتم تعيين مندوبين في السعودية لشن حملة التبرعات عبر أمين صندوق تم تعيينه تلك الجهود التي عملها رجال الوطن المخلصون بعون الله كللت بالنجاح بعد إن تمت حملة التبرعات من المرحلة الاولى توتم عرض ذلك المشروع عبر مناقصة فتقدم للعمل أكثر من مقاول وتم ذلك وبداء شق الطريق بحوالي 4كيلومتر طول وعرض 5 أمتار شق وردم وتسوية بحيث تكون صالحة لمرور السيارات بسعر 10مليون ريال يمني فبدأت الاحلام تتحقق وأصبحت واقعاً لرؤية تلك الجبال الصماء التي أضاءت حالمين بوهجها العملي واقعهم . لقد أثلج ذلك صدر الصغير والكبير عندما رأوا سنابل النور تضيء بشعاع العمل والابداع ونور المواهب وتكاتف أهالي حالمين التي ترجمت الي واقعهم من العمل الضخم الرائع الذي رسم وهج العمل ونحتاً على تلك الجبال الشامخة التي وقفت معجزة امام أهالي حالمين منذ عقود من الزمن وأستمر العمل وكبر الطموح وشاب التعاون بين الاهالي في أعالي الجبال وسافلها فأنجز قطع المسافة المتفق عليها باقل من عامين ولم يتبقى سوى 400متر من 3700متر التي تم الاتفاق عليها في المرحلة الأولى .ولهذا نتمنى أن يستمر العمل الناجح في إكمال المرحلة الأولى وبعدها الثانية وهذا لن يتحقق الا بإرادة الله وبتعاون الأهالي ونتمنى أن يسود التعاطف والتراحم من قبل ملاك الأرض في المناطق التي يمر فيها المشروع ليناً ورأفة في اخوانهم وأيضاً لمصلحتهم ومصلحة الناس جميعاً وابتغاء مرضاة وكسب الثواب والأجر لكي تكون هناك أفراح وابتسامات ترسم على شفاه الاهالي فكل بسمة أمل سيكون ملاك الأرض هم سبباً فيها ونحن على أمل وثقة في اخواننا وأبناء جلدتنا قال الرسول صل الله عليه وسلم (إذا مات ابن آدم انقطع عمله ال امن ثلاث وذكر منه صدقة جاريه ) وكما أننا نشد من أزر إخواننا الرجال من أبناء المديرية المغتربون الخيرون الاستمرار في مد يد العون لإخوانهم واصحاب الخير ورجال الأعمال من أبناء حالمين وغيرها وفي كل مكان أن يساهموا في تلك الطريق ويحتسبوا بذلك الانفاق في سبيل الخير لنيل رضاء الله وأجره ووفقكم الله إلى ما يحبه ويرضاه...