المناطقية لغة تكاد تنقرض من قواميس الدنيا لتجتمع وبشده في صفحات القاموس الجنوبي تلك اللعنة التي اصبحت تلاحقنا في كل زوايا الحياة واصبح شبحها المخيف يهدد النسيج الاجتماعي الجنوبي وينذر بشق الصف وتمزيق اللحمة الجنوبية عن اخرها. المناطقية هي التعويذة التي بإمكانها خلق الشقاق وزراعة الاختلاف بين ابناء الوطن الواحد لتجعل من الجميع اعداء بلا سبب للعداء، تلك المعضلة المقيتة اصبحت سلاح فتاك في حين لم تجدي الأسلحة المتعارف عليها في ساحة ألقتال واصبحت السلاح الصامت والذي بمقدوره تدمير الافكار قبل الاجساد ليصبح الشباب الجنوبي مصاب بهذا الداء القاتل ليختلف مع الجميع بسبب وبدونه ليس الا انه يتعصب لمنطقته او لقبيلته بشكل يفوق المعقول ويتجاوز كل الحدود وعمق المشكلة يكمن في اننا وخصوصا فئة الشباب اصبحنا نسبح في بحر العاطفة وننساق خلف ابسط الإشاعات ونتعصب بعواطف هوجاء خلف منشور لا يسمن ولا يغني من جوع . وحين ادرك النظام الفاشي في صنعاء وحزب الاصلاح جدوى هذا الفتنة الممقوتة سعت وسائل اعلامهم الزائف الى إذكاء نار المناطقية بين ابناء الجنوب وتأجيج هذه الثقافة لتصبح محورا وركيزة يختلف عليها ابناء الجنوب وتشتعل على اطرافها افكارهم الطائشة وتموت بين ثناياها عزيمة الاصطفاف والتلاحم فكم من منشور نشره احد عملاء الاصلاح بأسماء مستعارة خلق مجالا للاختلاف يكاد يكون مخيفا بل ومثيرا للحيرة والذهول وتداعت على أثره ردود فعل ترتقي الى التصادم والمواجهة! لذلك ومن منطلق الحرص على وحدة الصف الجنوبي يجب ان ندرك تماما ان الاحتلال بكافة اشكاله لن يألو جهدا في بث ثقافة المناطقية والعنصرية والأنانية لما يترتب عليها من نتائج وخيمه لن تخدم سوى المحتل سيقوم بتكثيف الجهود لخلق مجال اوسع للتباين والاختلاف بين ابناء الشعب الجنوبي واثارة النعرات المناطقية وإذكاء نار الفتنه في كل الاتجاهات وعلى كافة الأصعدة . لذا يجب ان نكون عند مستوى التحدي ونرمي بما ينشرونه عرض الحائط ونؤكد اننا رغم التباين في الآراء الا انه يجمعنا هدف واحد ووطن واحد وبأننا جسد واحد لا يقبل التجزئة ولا يستمر الا بالجميع ،الوطن الذي استشهد لأجله الأف الشهداء وأضعافهم من الجرحى كل ذلك لكي يحيى الوطن ، الوطن الذي قطعنا على انفسنا جميعاً عهدا باننا لن نحيد عن درب الشهداء وسنبقى ماضون على ذات الدرب حتى تحقيق الاستقلال التام والناجز وذلك لن يتم الا بتغليب لغة التسامح والقبول بالأخر وتقبل الراي والنقد والنصح والإرشاد. الوطن للجميع