ما نلمسه في الشأن السياسي اليمني واهتمام دول التحالف بما فيها السعودية والامارات بالملف اليمني ..نكتشف ان اهم قضية ذات ابعاد سياسية وجغرافية لا تجد نصيبها في اطر المعالجات والحلول الجذرية ،القضية الجنوبية او قضية شعب الجنوب كوصف لازم لا زالت عرضة تلاطم امواج المصالح السياسية والدولية ، ولا زالت ورقة مهملة في ادراج مكاتب القرارات السياسية العربية . رغم كل ما حدث من حرب وانقلاب وخيانات من قبل دعاة الوحدة لا يزال اشقائنا يعتبرون الجنوب مشروع وحدوي ..ورغم كل ما صنعه الجنوب في هذه الحرب الاخيرة من انتصارات عظيمة تعاون مشهود مع قوات التحالف التي شاركت بحرب كانت تراها الخطر القادم اليها من اليمن ..الا ان الواقع الخارجي والخليجي اثبت عكس ما يريده الجنوب كما عكس اهمية ما قدمه الجنوب من تضحيات جليلة لأبنائه الذين سقطوا من اجل مصير وطن وكرامة شعب.
لا نفهم ماهي دواعي هذا الامر ..اين تكمن العلة هل هي فينا نحن مواطن وثائر وسياسي عندما نفقد جوهر الطرح وريادة التأثير واقناع من حولنا باننا اصحاب حق وضحينا وسنضحي بكل السبل لنيل الحق المسلوب من حياتنا كبشر لهم حرية اختيار مصيرهم. اما ان مصالح النفوذ الاقليمية ترى الجنوب ورقة ضغط للوصول الى مأرب اخرى بعيدة عن مصير الشعب وأهدافه.
نشاهد حاليا ان نفس الاسطوانات والسيناريوهات السابقة ذات الطابع الحزبي النابعة من مركزية الشمال المحتل و التي صنعت معاناة الجنوب منذ بداية المشروع الوحدوي الاسود و حتى اليوم لازالت هي محور الاهتمام وهي اللاعب الاساسي في ميدان السياسة والحوار مع الاشقاء اعداء اليوم واصدقاء الغد.. رغم ماحدث ويحدث اليوم الا ان اللعبة لا زالت مستمرة.. ومعاناتنا طويلة حتى وان لاحت انفراجة الامل ، لاننا ضحايا لا نملك دور سياسي رائد ولا نملك رؤية سياسية تخرجنا من عنق الزجاجة التي وقعنا بها بسبب الجهل السياسي في تلك الفترات من زمن الوطنية الحزبية العمياء. والسياسة لاتعرف المبادئ والقيم، السياسية هي اساسا خداع يحمل طابع المصلحة ولا تخدم قضايا الشعوب المهضومة بفعل جبابرة الاضطهاد الذين اتقنوا العزف على اوتار المصالح السياسة وعاشوا معها بتغير وتقلب المبادئ والقيم مع تغيير المصالح السياسية.. وهذا نعانيه اليوم في مصير وطن غيبته مصالح سياسية خارجية وداخلية والفراغ الذي صنعناه نحن بفعل انانياتنا وجهلنا بماهية الوطن والارض.. قلما نجد من يدعمنا اذا كنا نحن لا نخلص لهذا الوطن ..
وعلى هكذا واقع محال علينا الوصول الى بر الامان ونيل الحق المسلوب لان المراحل لا زالت طويلة ولا نستطيع ان نصنع طوق نجاتنا الا اذا غيرنا انفسنا وتداركنا ما يدور حولنا من زوابع جاءت من رحم واقع المصالح السياسية..