منذ ان رفع الحوثي شعاره المشؤوم في جبال مران محافظة صعدة حل الويل والثبور، وحلت والمصائب والكوارث والمآسي على اليمنيين، بسبب ذلك الشعار المقزز والمثير للاشمئزاز والتندر والسخرية، والذي يفوح برائحة الكراهية والحقد والعنصرية ضد مكون اصيل من مكونات الشعب اليمني عبر التاريخ وهم اليهود الذين كانوا جزءا فاعلا واصيلا في واقع الحياة اليمنية عبر تاريخ اليمن الطويل الذي يمتد الى عصور السبئيين والحميريين. ففي العصر السبئي اعتنق اليمنيون الديانة اليهودية ابان عهد الملك والنبي الإسرائيلي الشهير سليمان بن داوود عليه السلام، وبذلك التاريخ تحول اليمنيين لأول مرة في حياتهم من عبادة الاوثان الى عبادة الله الواحد الاحد، فكانت الديانة اليهودية، هي الديانة التوحيدية الأولى التي تواجدت على ارض اليمن، وتفاعلت البيئة الاجتماعية اليمنية مع الديانة اليهودية بشكل إيجابي حتى غدت اليهودية هي الديانة القومية للشعب اليمني آنذاك. وتعاقب على اليمن ملوك يدينون بالديانة اليهودية حكموا اليمن في تلك العصور وشيدوا أعظم الحضارات في تاريخ اليمن القديم منهم الملك أبو كرب اسعد المعروف عند اليمنيين باسم (اسعد الكامل) وهو أعظم ملك حميري حكم اليمن وامتد حكمه ليشمل اليمن الشمالي والجنوبي وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية، واستمر في الحكم أكثر من 40 عاما، وكذلك الملك الحميري اليهودي (يوسف أسأر يثأر) وكان هذا الملك بطلا شجاعا وفارسا مقداما دافع عن اليمن ضد الغزاة بكل شرف ورجولة وضحى بنفسه من اجل اليمن وهو يتصدى للغزو الحبشي في سواحل تهامة. هؤلاء هم اليهود اليمنيين الذين تميزوا عبر التاريخ بحب اليمن ونصرة اليمن وضحوا بأنفسهم من اجل اليمن وشيدوا أعظم الحضارات كما يذكر ذلك بوضوح الأستاذ الراحل مطهر الارياني رحمة الله عليه، فهل يستحقوا الموت من الحوثي العنصري السلالي، وهل يستحق اليهود اللعنة من الحوثيين في كل مناسبة وفي جمعة وفي كل اجتماع، وهل شعار الحوثي ينسجم مع ابسط القيم الإنسانية والتسامح الديني الذي أكد عليه الإسلام؟ ان شعار الموت الذي يرفعه الحوثي في ارجاء اليمن انعكس على حياة اليمنيين جميعا يهودا ومسلمين ومسيحيين وغيرهم من الأديان الأخرى، اذ هرب اليهود من قراهم في محافظة عمران بسبب الشعار واضطروا للعيش في المدينة السكنية المسورة خوفا على حياتهم بسبب شعار الكراهية والموت الذي رفعه الحوثي، وهكذا تحولت حياة اليهود في اليمن الى حياة اشبه بحياة السجناء داخل اسوار وحراسات المدينة السكنية بصنعاء. تسبب شعار الموت والكراهية واللعن بحروب دمرت حياة اليمنيين ادعى الحوثي انه فيها يحارب أمريكا وإسرائيل رغم ان أمريكا تبعد عن اليمن عشرات الالاف من الكيلو مترات، وإسرائيل تبعد أيضا الاف الكيلومترات، لكن الحوثي استمر وأصر على غبائه انه يحارب أمريكا وإسرائيل، وتسبب بذلك العناد والغرور والتكبر في مقتل عشرات الالاف من اليمنيين الأبرياء، ناهيك عن الضحايا من الجرحى والنازحين من بيوتهم، فضلا عن البنية التحتية التي دمرت بسبب إصرار الحوثي على محاربة أمريكا وإسرائيل في صعدة. اليوم رحل اليهود من اليمن وخرجت اخر دفعة من اليهود اليمنيين هاربين من شعار الحوثي وجنونه وطيشه وحقده وكراهيته الى إسرائيل، رغم انهم كانوا يرفضون مغادرة اليمن من قبل ويصرون على البقاء فيها والعيش فيها حبا لها ووفاء لها رغم الفقر الذي هي فيه والتعب الذي هي فيه والخراب الذي هي فيه والدمار الذي هي فيه، وكل ذلك بسبب شعار الحوثي المتوحش والمعادي للأخرين. نعم رحل اليهود يا حوثي وغادروا اليمن بحفظ الله ورعايته وأصبحوا في منأى عن اذيتك وموتك ولعنتك وشعارك المقزز، لكن يا حوثي بقي شعارك وبقي الموت الذي توزعه على اليمنيين بحجة أنك تحارب أمريكا وإسرائيل، نعم يا حوثي رحل اليهود وبقيت انت تقتل وتعبث وتسرق وتنهب وتبطش باليمنيين، تحت شعار الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، شعار طائفي عنصري أعجمي، استوردته من معلمك الكبير خميني، لترفعه في ارض اليمن تضحك به على البسطاء وتقتل به الشرفاء من أبناء اليمن. رحل اليهود وبقي الموت يا حوثي الذي جلبته لليمنيين بتصرفاتك وغطرستك وعنجهيتك وتحديك لحكومتك الشرعية وانقلابك عليها بذريعة اسقاط الجرعة المقلب الكبير الذي اكله الشعب اليمني على يدك، بقي الموت الذي جلبته لليمنيين يا حوثي بسبب تحديك لقرارات الأممالمتحدة ولجيرانك الخليجيين واستفزاك لجارتنا السعودية بالمناورات العسكرية على حدودها الدولية، بقي الموت يا حوثي الذي جلبته لليمنيين بزواملك النارية بالعشر ما نبالي، ويا طواير حلقي ..الخ من هرطقات جلبت لليمن المتاعب ولأهلها المصاعب، مبروك عليك شعار الموت يا حوثي، فنحن نسأل من الله ان يرتد هذا الشعار عليك وعلى اتباعك فيكون الموت مصيركم والهلاك نصيبكم من اجل ان يحيى اليمنيين في امان وسلام يا حوثي.