سَكنت عدن في وجداني قبل ان أسكن فيها وترعرع ضميري في تربتها فأكتسب نقاءه من صفاء وبراءة ناسها البسطاء درست فيها الثانوية وكانت فترة قصيرة بحسابات الزمن التقليدية ولكنها كبيرة جدا في حسابات ووحدات الذكريات الإفتراضية لقد كانت عدن نبض الجنوب وحضن الإنسانية كلها وبرغم ابتعادي القسري عنها ظل ولأزال نبض الإشتياق يرسل تزامنه الروحي العميق الى أرض الوطن الجريح لحظة بلحظة... فيرسل الشوق ويستقبل على الفور صدى الجروح أن جروح الوطن يا سادة رهيبة أليمة واهات الظلم مريرة وقهر الأقوياء المتغطرسين شنيعة أنه الجرم المزمن الناتج عن انكسارات السياسة والحروب وعقوبات الحقد والكراهية . حقا أن جروح الوطن تؤلمني وتراكمات الألم كبيرة جدا فلن أستطيع تلخيصها في مقال متواضع كهذا بل أن قراءات ماسي الجرم الذي أرتكب بحق شعب ووطن ذنبه الوحيد أنه صدق أكذوبة الوحدة اليمنية أمر يحتاج الى موسوعة شاملة يكتبها شعب الجنوب كله لرصد ملايين القضايا الجنائية والأنسانية والأخلاقية. ولكن دعونا نتوقف عند أخر مأسي هذا الشعب الطيب المسالم وهو ماحصل في مدينة المنصورة مؤخرا من مواجهات مع شباب أنجرفوا تحت مخطط منظم رخيص لعصابات النظام في صنعاء بهدف إضاعة شباب الجنوب فلم يكفيهم الأقصاء والتهميش والجهل والبطالة فذهبوا بعيدا من ذلك من خلال صناعة الموت في صدور جيل جنوبي ظلم وشرد وبعثرت أوراقه عن سبق وإصرار وترصد. صناعة الجرم بصلاحيات المجرمين هو أقصى أنواع الحقد وكان الهدف منه القضاء على أخلاق أجيالنا وبناء مراكز مدمرة لنيل من عزيمة شبابنا وتدمير حلم الجنوب في استعادة حقوقه السياسية والقانونية. أنه الضمير الواطي الذي أعمى البصيرة وتجاوز أخلاقيات الحروب حتى جرائم المافيا لم تبلغ هذا المستوى اللعين من المكر والدهاء لقد استغلوا ظروف عصيبة كانوا هم صانعيها فنشروا المخدرات والأفكار المتطرفة بين أوساط الشباب الأبرياء أغلقوا المستشفيات وفتحوا لشبابنا حوانيت الإدمان أغلقوا منابع التعليم وفتحوا لشبابنا منابع الإرهاب. أغلقوا مصابيح الأمل وصنعوا خيارات أخرى لاستراتيجية الأنتحار !!! . لقد حلت بهذه المدينة المسالمة كارثة هذا التآمر الرخيص عشت في الغربة أتابع الأخبار وكنت أدرك أن هذه المدينة تتعرض لحرب من نوع أخر حرب تنوع فيها أدوار المتآمرين فكنت أتابع تصريحات المسئولين الشركاء أثناء عنفوان الحراك الجنوبي واتهامهم لشباب الحراك (بالمحببين) هكذا تصريح يصدر من رأس الهرم -محافظ المحافظة آنذاك-ما هو الا دليل قاطع يثبت جرمهم المخطط في القضاء على همة الشباب الجنوبي (ملهم التغيير ونبع العطاء ومصدر قوة الحق). لقد كان بمثابة اعتراف ضمني يثبت تورطهم من خلال عدم منعهم لمثل هذه الظواهر الغريبة على مجتمعنا النظيف باعتبارهم المسئولين عن كل شيء في المحافظة حينها !!!. ولهذا يجب رصد جملة هذه الجرائم وضحاياها والمتسببين بها سواء من أبناء المدينة أو من خارجها وإضافتها لموسوعة الجرائم التي لحقت بنا منذ حرب الوحدة أو الموت فإن اثارها لن تزول بسرعة بل سندفع ثمن إضافي لتصحيح سلوكيات الفساد والإدمان الشامل وأقصد بالشامل هنا إدمان الكذب والرشوة والمخدرات والقات والنصب وكل الموبقات. وفي الأخير أوجه دعوة لمحافظ محافظة عدن وقائد شرطة عدن وكذلك المجتمع بكافة منظماته وخصوصا الجمعيات المختصة أن يمنحوا هذه القضية الاهتمام خاص ووضع خطة امنية وخطة توعية شاملة للحد من هذه الظاهرة وضرب بيد من حديد كل من يثبت تورطه بالترويج والبيع لمنبع الفساد والدمار الأخلاقي ومفتاح الإرهاب كله.