-قال: لِمَ لمّ يتدخل الجيش في عدن بعد تحريرها ويحفظ مؤسسات الدولة من عبث المسلحين كما فعل بتعز؟ -جواب: السبب بسيط جدا وهو أن للشمال جيش بصرف النظر عن ولائه وقوته, أما الجنوب فقد تم تسريح جيشه بعد غزوة عام 94م. وبالتالي فمن أين له جيشا يحمي مؤسساته في عدن والمكلا ولحج وأبين وعتق؟ ففاقد الجيش لا يحميه. وهذه هي الغلطة التي اعتقد ان الرئيس هادي اليوم يعُضّ بنانه أسفا على مشاركته فيها ذات يوم؟ - قال:لماذا تتعمد إيران أن تدعم المجوس الفرس بصعدة وتتدخل بشؤون اليمنيين والعرب؟ -جواب: أليس الأولى بك وبنا جميعا أولاً أن نعترف بأنهم عربا و يمنيين وليسو فرسا, ونعترف بأنهم مسلمون وليس مجوسا, ومن ثم نطلب من الآخرين ألا يتدخلوا في شؤوننا الداخلية والعربية ؟. -قال: طيب واليهود ماذا كان ينقصهم باليمن حتى هربوا إلى إسرائيل كما حصل قبل يومين, مع أن لهم حقوق وواجبات مثلهم مثل باقي اليمنيين وأكثر ؟. -جواب: ربما سؤالك فيه بعض الصحة, وكان سيكون أكثر واقعية ان سألت كيف للحوثي ان يزعم نيته تحرير القدس وهو يرسل إليها يهود جدد. أما بخصوص وضع اليهود باليمن فهو ليس أفضل حالا من مسلميها. ومن نافلة القول أذكّرك ان ليس كل اليمنيين سواسية أمام الدستور اليمني , فهناك مواد بالدستور الذي لا يزال ساريا, تشترط على من يترشح لمجلس النواب ولمنصب رئيس الجمهورية أن يكون يمنيا مسلما.! - قال:لماذا تتحاشى أنت استخدام مصطلح حزب الفساد عند حديثك عن حزب المؤتمر الشعبي العام؟ -جواب: مثلما أتجنب استخدام مصطلح حزب الأوساخ, وأنا أتحدث عن حزبك حزب الإصلاح.ومثلما أتحاشى استعمال مفردة زيدي ومجوسي عندما أتحدث عن الحوثيين, كما ولا أحبذ أبداً استخدم كلمة دحباشي حين أتحدث عن كل شمالي.فمثل هذه المصطلحات الهابطة حتى لو كانت ضد خصم هي لا تنال منه بقدر ما تنال من صاحبها وتقزمه حتى الاضمحلال أمام مدرسة الأخلاق ,و تصغّره في عيون محبيه قبل خصومه حتى التلاشي . -قال :ألا ترى أن الخليجيين ينكثون بوعدهم أمام الجنوب وانتم يا جنوبيين تتحدثون عن أن الاستقلال أصبح على أبواب عدن ؟ -جواب: وهل أعطى هؤلاء الخليجيون للجنوب وعدا بالتحرير حتى نتكلم عن النكث؟. لم يعطوا أي شيء من هذا القبيل لا تصريحاً ولا تلميحاً. ثم لم يقرن الجنوبيون أصلا هدفهم برضاء ووعود قوى إقليمية, أو يرهنوا مشروعهم بغضب قوى يمنية او رضائها وكرمها.ثم ان الجنوبيون أو معظمهم على الأقل لم يقولوا ان الاستقلال أصبح يقرع أبواب عدن, فالذي استخدم عبارات قرع الأبواب هي شريعة برع منذ شهور وهي تقول أن قوات الشريعة أصبحت تقرع أبواب صنعاء منذ عشرة شهور, قبل ان نكتشف ان عفاش هو من ((يقرقع)) أبواب ونوافذ بصنعاء, وما حشده يوم السبت إلا دليلا على ان إعلام الشرعية يبالغ بتصوير الوقائع على الأرض, وهذه مرحلة مراهقة إعلامية وسياسية قد تجاوزها او يوشك ان يجاوزها الحراك الجنوبي. -قال: ألا ترى أن الأمن التابع لشلال كان متسرعا وقاسيا تجاه المسلحين بالمنصورة ولم يحاورهم قبل أن يضربهم ؟. -جواب: أولاً هذا ليس أمن شلال,هو أمن عدن وأمن الجنوب ونواة وزارة داخليته ان شاء الله وقدّر. أما بخصوص عدم محاورة هؤلاء المسلحون, فعدة شهور كانت كافية لأن يراجع كل مسلح نفسه ويقف مع قوات الأمن ,ويبتعد عن الابتزاز ويكف عن الجنوح نحو التطرف , خصوصا وأن ثمة إيادٍ قد مدت لهم,و فوتوا دعواتها عن عمد وعناد.ومع ذلك لا تزال الأبواب مواربة والأذرع مشرعة لهؤلاء الذين هم أبناء هذا الوطن وهو بحاجة لهم ولعقولهم ولجهودهم, وفي غنى عن نزقهم وطيشهم, فهم بالأخير ضحايا قبل أن يجرفهم فكر السوء العاصف ويصبحون جناة, أو قل بعضهم.
-قال: لماذا جعلتم من موضوع اتهام أهل عدن بأنهم صومال وهنود قضية كبيرة مع ان هذا التهمة كانت على لسان شخص عادي؟. -جواب: لم يكن الاعتراض على القول ان كثير من سكان عدن أصولهم صومال وهنود. فالأصول ليست تهمة حتى نتحدث عن إنكارها بل هو اعتزاز, فالصومالي هو عربي مسلم, والهندي سواء كان مسلما أو هندوسيا فهو صاحب أعرق حضارات التاريخ, وبالتالي فالانتماء إلى هؤلاء هو شرف وليس تهمة. فلم يكن الاعتراض إلا على من يعتقد انه بمثل هكذا كلام ساذج يمكن انه يقلل من قدر الآخرين. فالاعتراض في جوهرة كان على مثل هكذا ثقافة بائسة أضحت تتفشى بشكل مخيف,ولا تنطلق من أشخاص عاديين فقط بل من شيوخ ورموز دينية من العيار الكبير. فالعلة ليس بالأفراد ولا بأطراف جسد الأمة بل برأسها وعقلها.انظر إلى هذه المحادثة الحامية الوطيس التي جرت قبل يومين بين شيخين عربيين شهيرين :
يقول الشيخ والداعية السعودية المعروف عادل الكلباني مخاطبا بلهجة تهكمية الشيخ والداعية الشهير وسيم يوسف, إماراتي من أصل أردني: ((أنت لست إماراتي أصلي, أنت مجنّس فقط)). الشيخ وسيم يوسف يرد على الشيخ الكلباني بلهجة لا تقل حدة عن محاوره: ((وأنت شكلك يدل على ان أصلك ليس خليجيا)) (انتهى الحوار).
هذا مثال بسيط يؤكد صحة ما نقوله,ويشير إلى أننا بحاجة ماسة إلى مراجعة مفاهيم مغلوطة نتعاطاها كالغذاء والماء دون ذائقة يتم حشوها بجانب مفاهيم صحيحة. الفكر الإسلامي يجب ان ينقى من كل هذه الأدران والأسقام بكل شجاعة ووضوح بعيدا عن التمترس خلف القول (لحوم العلماء مسمومة) الذي أطلقه ابن عساكر رحمه الله, واستخدمه كثير ممن أتى بعده بفهم خاطئ, وأصبح كالسيفٌ يشهر بوجه كل من يحاول تصحيح الأخطاء , خصوصا حين نرى اليوم أصحاب اللحوم المسمومة يأكلون لحوم بعضهم بعض,جهارا نهارا, وعلى رؤوس الأشهاد,( واللي ما يشتري يتفرج) .