نحن جميعاً نتطلع ان تكون هذه المليونية متميزة حدثاً و حديث ، و ان تختلف عن كل سابقاتها بصورة جذرية ، بعد ان صال شعبنا وجال في الساحات و قدم افضل ما انجبت هذه الارض من دماء و ارواح و الالاف من المعوقين الذين يقبعون في بيوتهم لا حول لهم و لا قوة ، و لازال شبابنا يضحون اليوم في مختلف الجبهات و نزيف الدم يروي هذه الارض و بشكل يومي و بدون توقف. قدم شعبنا هذه التضحيات من اجل ان ينال اهدافه كاملة و غير منقوصة ، و اتصور انه لا يقبل و بصورة قطعية ان يعاد مسحوباً و ذليلاً إلى باباليمن و ان يفرض عليه مجدداً اي شكل من اشكال الوصاية أو الاستبداد و القهر . و تأتي هذه المليونية لتعبر عن تطلعات هذا الشعب بصورتها الكاملة و النهائية ، الصورة التي نأمل ان تكون مشرفة و مكتملة الاركان و الشروط . المليونية التي لا نريد ان نرى فيها الوجوه التي تخشبت بفعل تقادم الزمن و التي اشبعتنا (زعيق) ، واحالت ثورة هذا الشعب العظيم الى مجرد اداة للارتزاق و التسول . حتى خرجنا بعد عشر سنوات نضال و نحن بدون حامل سياسي ، لانهم تصدروا المشهد و لم يكونوا بالمستوى الذي يؤهلهم حتى ليرعوا غنم ، و بسبب وجودهم اصبح الحراك طارد للكفاءات السياسية و الاكاديمية و لم نرى يوماً ولو بصيص امل في ان يأتي شخص ما ليخرجنا من دائرة البرع ( وثورة ثورة يا جنوب ) ولهذا ضاعت تلك المليونيات و ضاع معها نضالات شعب و تضحيات أمة و مصير وطن ، ولم نجني شيء خلال تلك السنين الطويلة سواء اننا عملنا على جمع كل الاغبياء في البلد و اسميناهم قادة و سرنا خلفهم بجنون و بلا حدود و بلا نهاية ، وفتحنا الابواب على مصراعيها لصبية الفيس بوك و الواتس اب واسميناهم اعلاميين ، وكنا ( كالذي يؤذن في مالطا ) ولم يعد احد بالعالم يأبه لزعيقنا و لا يكترث لتضحياتنا . ولم يبقى شيء جدي من كل هذه الزوبعات سواء اننا قدمنا تضحيات جسيمة و بلا حدود . و اليوم إذا أديرت هذه المليونية بنفس الاشكال و الصور ، فأنها ستكون أسوا من سابقاتها ، وتفتقد الى اي جدوى و لا نصل بها الى نتيجة ، وعلية ارى ان تقدموا دعوة الى نخبة من السياسيين المخضرمين و رجال دولة امثال : الاستاذ الدكتور محمد حيدرة مسدوس ، و الاستاذ علي منصر محمد ، الاستاذ باشراحيل هشام باشراحيل ( الباشا ) ، الاستاذة الدكتورة اسمهان العلس . ليكونوا ضيوف هذه المليونية على ان تشعروهم ان يقدم كل واحد منهم كلمة سياسية و هامة يخاطب بها الاقليم و دول التحالف و العالم ، على ان يقدم الاستاذ باشراحيل كلمته بالغة الانجليزية . وعندما يكونوا ناس من هذا المعيار يتصدروا المشهد ستروا ما هي النتائج التي ستتحقق . و أرى ان تكون اللجنة الاعلامية من الاساتذة البارزين أمثال : الاستاذ محمد سعيد سالم ، و الاستاذ محمد محمود سلامي ، الاستاذ صلاح العمودي ، الاستاذ صلاح بن لغبر. و لا تسمحوا لغيرهم من الاقتراب من المنصة ، دعوا العالم يرى اننا تغيرنا ، ولسنا أولئك الغوغاء و الدهماء و ان الانتصار الذي حققناه على الارض ، قد فتح أعيننا أمام كثير من زلاتنا و أخطاءنا و غباءنا و قرويتنا المثيرة للاشمئزاز . اعطوا الخبز لخبازة و دعوا السياسة لأهلها و اخرجونا من ثقافة البرع و الاقصاء و غيروا الشعارات لما يتناسب مع المرحلة و الانتصار المجيد ، فالشعارات السابقة ، لم تعد صالحة اليوم ، و لم يعد لقوى الاحتلال وجود في صفوفنا ينبغي ان نقتنع بذلك و علينا ان نتجنب الايحاء للعالم اننا لازلنا تحت الاحتلال ، و لم يعد اليوم وجود للسلاسل التي كانت مربوطة الى اعناقنا ، فقد ازلناها فعلاً ، ولم يتبقى الا الشعور في ذاتنا بتلك السلاسل ، لكننا في الحقيقة احرار ، دعونا ننطلق من هنا الان إذا اردنا لهذه المليونية ان تغير نظرة العالم الينا ، و إذا لم نستطع علينا ان نحزم حقائبنا الى باباليمن ، لقد أذنت في قومي اللهم فشهد.