ما أسعدها لحظة .. وما أنبلها غاية .. ونحن نعيش هذا الزخم الجماهيري للشعب الجنوبي والذي تمثل في لوحة بديعة يوم أمس 17 أبريل 2016م وفي ساحة العروض بحي خورمكسر – عدن . توافدت الجموع البشرية الغفيرة من كل حدب وصوب رجالا وشبابا ونساء وأطفالا وهم يرفعون أعلام الجنوب وصور شهداء المقاومة الجنوبية ويهتفون مطالبين باستعادة دولتهم المخطوفة . لقد سعدنا غاية السعادة ، وسررنا غاية السرور ونحن نرى هذا الشعب العظيم الحي الذي يناضل ولا زال يناضل دون كلل أو ملل بهدف تحقيق هدفه المنشود الذي يتمثل بحق تقرير المصير . لم يبق الكثير مما يجب قوله ، لكي تتكامل حلقات الوصف الأمين حول ما يدور ويعتمل على أرض الجنوب ، حيث لازالت الصرخات المدوية تسمع هنا وهناك ولا زال الغليان الشعبي المتعاظم يعم كل أرجاء الجنوب عامة ، وهي تخاطب لقاء الكويت بعدم تجاهل طرح موضوع القضية الجنوبية وحلها حلا يرضي الجنوبيون والذي يمثل استعادة دولة الجنوب . نحن هنا نوجه رسالة مفادها أن على المجتمع الدولي والأشقاء في مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية أن تحترم إرادة الشعب الجنوبي في تحقيق مصيره . وهذا حق كفلته مبادئ القانون الدولي والمواثيق الدولية ونطالب مجلس الأمن الدولي والعالم أجمع أن يسمع ويشاهد وأن يستوعب مطالب الجنوبيين ، ونذكرهم بأن الوحدة لا تفرض بالقوة ، وقد أكدتم ذلك في حرب 94م ، فلماذا هذا التراجع؟ نحن في الجنوب نتكئ على فقرنا (على الرغم من ثرواتنا المنهوبة) وعزة نفسنا وعمق تاريخنا ومجد شهدائنا، فقد تعرضنا للتهميش السياسي والاجتماعي ولا زلنا نعيش هذا الواقع المأساوي . أن من يتابع مسلسل الأحداث الدامية والأليمة والحروب القذرة التي شنها نظام صنعاء على الجنوب والتي سقط على إثرها آلاف الشهداء وآلاف الجرحى والمصابين والمفقودين والمعتقلين في زنازين الاحتلال في صنعاء والتي توجت أخيرا بتحرير عدن والمحافظات الجنوبية ... واليوم من حقنا أن نطالب باستعادة دولتنا ونقول لهؤلاء : بئس النهج تسلكون ، ولن نكون الذبيحة أو الرهينة التي يسعى البعض أن نكون هكذا!!! ولأننا أنما نتحرى الحقيقة بحلوها ومرها ، فلا نقبل التلاعب بالألفاظ على نحو يلوي عنق المعطيات أو يصورها بغير حجمها الطبيعي أو يحللها بأفكار غير ذات مضمون . الشعب الجنوبي لا زال متمسكا بحق تقرير المصير ، باعتباره حق كفلته مبادئ القانون الدولي والمواثيق الدولية ، والذي لا يستطيع مجلس الأمن الدولي إنكاره أو تجاهله. واليوم نناشد مجلس الأمن الدولي والأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي أن يعملوا على احتواء الأزمة ، وإيجاد الحلول السياسية الواقعية ، وإعلاء صوت العقل من خلال الاعتراف بحق شعب الجنوب باستعادة دولته وأنه لا يمكن أن يغمض عينيه عن عمق المأساة التي حلت به . أن الأمر مروع حقا كما نرى ! ولا جناح علينا أن نقول : بأن الجنوبيين لا يمكن وبأي حال من الأحوال أن يقبلوا بأن يكونوا جزءا من هذه الوحدة التي ماتت وانتهت . المشهد السياسي نراه مقلقا ، حيث وصلت الأمور إلى حد بات ينذر بما لا يحمد عقباه ، وحيث تتراكم المآزق وتقفل النوافذ أمام مطالب الجنوبيون لاستعادة دولتهم . نوجه ندائنا إلى مجلس الأمن الدولي والأشقاء في مجلس التعاون الخليجي أن يتفهموا الوضع في الجنوب وأن لا خيار إلا بحق تقرير المصير، دون ذلك فأننا نشعر بأنكم تفرضون على الشعب الجنوبي ديكتاتورية لا سابق لها في التاريخ ، وتريدون أن تحشروا الجنوبيين في سجن كبير يرفرف عليه علم الوحدة ، وتطالبونهم أن ينتشوا بالعبودية وأن يغنوا نشيد الوحدة المقدسة كما أسموها حكام صنعاء . وهذا غير ممكن تحقيقه أو القبول به. أننا نسمع خطابات وشعارات رنانة من قبل البعض ، فيما يتعلق بحل القضية الجنوبية وبما يرضي أبناء الجنوب وهي تمثل لعبة الكلام التي أصبحت مكشوفة وممجوجة حتى القرف ، وخصوصا الكلام الذي يراد منه الاستهلاك ، مع أن هذه الخطابات فاقدة للمصداقية والمضمون . نقول : أن مستقبل الجنوب لا تصنعه السلبية ولا الانتظار ... ولا القبول والاستسلام ...ولا التشظي والانقسام ... وإنما تصنعه الإرادة والتوحد والعزيمة والفكر والعمل . المجد والخلود لشهداء المقاومة الجنوبية ، والشفاء للجرحى والمصابين والإفراج عن المعتقلين في سجون الاحتلال . فها هو الجنوب الصامد العملاق يزهو سموا في النفوس ويعلو شموخا وعظمة في الضمائر والقلوب . والله من وراء القصد .