العودة الثانية لصدور صحيفة "14أكتوبر" الغراء يمثل فتحٌ جديد يضاف إلى عدد من الفتوحات في محافظة عدن ، ونحن مع مباركتنا لطاقم تحرير الصحيفة هذا الإنجاز ، فإننا نؤكد بأن عودة الصحيفة للصدور هو انجاز وطني وطني كونها الصحيفة الرئيسية الرسمية في الظروف الراهنة . والصحيفة التي تتزيّن بأرفع استحقاق "وسام الثورة 14 أكتوبر" ، قد استحقته عن جدارة نظير دورها الإعلامي والثقافي وما جسدته خلال تاريخها كمدرسة للصحافة الوطنية ، بالرغم من ما انتابها من تعثرات وإعاقات مقصودة في بعض المراحل هدفت إلى تشويه وتزوير ذلك التاريخ وبريق الصحيفة . إن عودة صدور الصحيفة يوفر مصدراً رسمياً موثوقاً للأخبار والمعلومات المرتبطة بالوطن والمواطنين في ظروف انعدمت فيها المصادر الموثوقة وزاد نشاط المشتغلين في إرباك الناس والرأي العام والعبث بعقولهم عبر الصحف و وسائل الإعلام البديلة (الإلكترونية) وهوشغلٌ خطر يقتات أصحابه من ظروف الأزمات والحروب ، ويسلب المواطنين مقدرتهم على فرز الأخبار واختيار الصحيح منها . وسيكون أمام الصحيفة مهمة كبيرة في نقل الأخبار الرسمية وأخبار الأحداث من مصادرها الرسمية . ولكي تقدم الصحيفة خدمة جليلة في ظروف استثنائية نتمنى أن تطلق أشرطة إخبارية في مواقعها الإلكترونية تعمل 24 ساعة وتحدّث بانتظام وعلى مدار الساعة ، وهي خدمة هامة ومفيدة للمواطنين والمتابعين . ونتمنى أن لا تكون الصحيفة مكاناً لمن تركوا مهنهم واشتغلوا محللين سياسيين يستفيدون من الأحداث ليكتبوا تحليلات تحوي جرعات من السموم والإحباطات للتأثير على الرأي العام لصالح القوى الإنقلابية والقوى الفاسدة بحجة حرية الرأي والتحليل وهو عملٌ خطرٌ ومضرٌ . إن هيبة الصحيفة ينبع من كونها - إلى جانب كل شيء - تحمل إسم "14 أكتوبر" ، وهو يوم اندلاع ثورة اليمنيين ضد المستعمرين البريطانيين وأعوانهم من القوى الإقطاعية والرجعية ، وكانت وليدة هذه النضالات ، وتأسست في تاريخ يذكّر العالمين بكفاح شعبنا ومقاومته للغزو والإحتلال الأجنبي والمؤامرات الداخلية ، لذلك نثق بأن دورها المستقبلي لن يكون إلاّ أمانةٌ لسياق الولادة واستمرارٌ لما مثلته من منبرٍ للتنوير وإلهام للقادمين . لقد تربى فيها وعلى صفحاتها أجيالٌ من الصحفيين والكتاب الوطنيين ، وتخرّج منها طابورٌ من الكتاب وقادة الرأي انتشروا في رحاب الوطن ينشطون و يكتبون عنه وعن واقع أهله وينشرون الأمل بالمستقبل وبسيادة العدل . إن صحيفة "14 أكتوبر" هي أحد الرموز والعلامات التي تدل على عدن... عدن أم المدن وزهرتها ، التي علمت التنوير والتحرر والثورة ، وظلت نبراساً للتقدمية والحداثة في اليمن والوطن العربي ، بالرغم من كل المؤامرات التي حيكت ضدها وعملت على تريّيفها في إطار المؤامرات على الوطن . ومع أن الهمجية والمتخلفين قد عاقبوا عدن على دورها الريادي .. ذلك الدور الذي فضح رؤيتهم للحياة والتطور ، إلا إننا نثق بأنها ستستعيد دورها بفضل أبنائها المخلصين ومؤسساتها التي عرفت بها ومنها "14 أكتوبر" ، لذلك نثق بأن الصحيفة ستكون أمينة لذلك التاريخ المشرق . وللتذكير فقط أن قوى التخلف عندما أرادت للصحيفة أن تبتعد عن "14 أكتوبر".. بمعنى عن كفاح شعبنا التواق للحرية والعدالة ، وحتى عندما أقدموا على تكليف بعض ٍمن أبناء الصحيفة غير الشرعيين في قيادتها أنفضحوا ولم يخرجوا إلاّ مسخ يشبههم ولايشبهها ولم يقرأ وليس له عشاق ، أي أنهم فشلوا فشلاً ذريعاً. أما اليوم وشعبنا يخوض كفاحاً مريراً ويقدم التضحيات الجسام في سبيل أهدافه ذاتها – التغيير والعدالة وإصلاح ما أفسده العابثون - ستكون الصحيفة الوعاء والمصدر الذي يستقي منه المواطنون أخبار الوطن وأخبار عدن ومؤسساتها ، وأخبار السلطة المحلية وتصريحاتها ، بعد أن حاول العابثون تشويه تلك التصريحات وتزويرها مراراً ، وستكون سنداً للسلطة المحلية وقيادتها المخلصة وستساهم في حشد دعم السكان لها ودعم أعمالها وخطواتها وجهودها النزيهة ومعاركها الناجحة في سبيل استتباب الأمن وتحريك عجلة الحياة بجوانبها المختلفة . وأن أولئك الذين يستمرون في إعاقة تطبيع الحياة وتنميتها فهم ليسوا جاحدين بحق القيادة المخلصة للمحافظة ، ولكن بحق عدن وما تمثله وبحق الوطن كله . ولأن الصحافة تعتبر سلطة رابعة وهي كاشفة للظواهر السلبية في أجهزة الدولة والمجتمع ، فهي كاشفة للفساد أينما وُجد في الأجهزة الحكومية والقطاع الخاص بكل أنواعه وأشكاله لما له من مخاطر وأضرار ، يدفع ثمنها المواطن والمؤسسات والتنمية في البلد ، و"14 أكتوبر " بخبرتها جديرة بلعب هذا الدور بطاقمها وكتابها ودعم السلطة المحلية والحكومة لها وبفضل الخيّرين في المجتمع ومرافق العمل والإنتاج . ولقد لعبت "14 أكتوبر" دوراً مهماً و مؤثراً في نبذ التعصب القبلي و المناطقي والأفكار والممارسات التي تصل إلى حد العنصرية أحياناً ، وجسدت موقفاً ثابتاً ضد كل أشكال التمييز والأفكار التي تحرّض على الكراهية داخل المجتمع بهدف تمزيق وتشتيت وحدته والنيل من صلابته ، وهي قادرة بل من واجبها مواصلة ذلك الدور . و"14 أكتوبر" هي صحيفة مركزية للحكومة الشرعية أي أنها أحد منابر الإعلام الرسمي لذلك ستعكس وظيفتها هذه باقتدار إلاّ أنها وحسب طبيعتها وكما عهدناها ستكون وعاءً لنشر التصورات والمقترحات في جوانب الحياة المختلفة (التي يتم عرضها عادةً على صدر الصحافة) وتقدم من قبل مختصين وذوي خبرة وتستهدف مساعدة متخذي القرار في تطوير الأعمال وتحقيق المهام . بوركتم طاقم الصحيفة وأقول للزميلة الصحفية المعروفة نادرة عبد القدوس ، القائم بأعمال رئيس مجلس الإدارة – رئيس التحرير ، أنه من رحم المعاناة يولد الجديد ويصنع الإبداع .