ذهبت لزيارته الى المستشفى بعدما أجريت له عملية جراحية، حيث أخرجت له رصاصه من جسده في مستشفى صابر ،وصعدت حتى وصلت الغرفة التي هو ممدداً فيها رقم 33،فقبل أن أدخل الغرفة أخبرني الطبيب المناوب أن الشخص الذي يدعى ناصر خرج للتو ..فخرجت من المشفى فوجدته امامي مفترش الأرض واضعا ضهره على جدار أحد المحلات وواضعاً يداه فوق بعض كأنه أسد ..وكانه لم تخرج له رصاصه من جسده بعمليه جراحيه كما وصفها أحد الاطباء البارزين في الضالع بالخطيرة ،وهي من ضمن عدد من الاصابات التي تعرض لها القائد ناصر مسيعد ،وعندما شاهدني اخطو اليه إبتسم بسمته اللئيمة الغليظة ..فهي البسمة بالنسبة لي أجمل من بسمة الملكات والأميرات وهي البسمة التي نصرت معركة الضالع ..وهي بسمة القائد المناضل الذي لايوجد شبر من جسده الا وفيه طلقة رصاص أو شظايا مدفعيه .. ناصر مسعد الفقيه هو القائد الثاني بعد الهدف وهو القائد الاول بغيابه ،ادخر ذخيرة مايقارب15000 طلقه دوشكا ..وسلاح الدوشكا قبل الحرب الأخيرة وهي من عائدات زراعيه في منطقته، في وقتٍ كان لا يملك أحد فيه طلقة واحده ،بدأت المعركة في نهاية مارس في الضالع والناس في حالة قلق وارتباك، فمنهم من يقول الانسحاب ومنهم من يقول سقطت البلاد ،فشمر العم ناصر ساعده ونصب اربعه مواقع عسكريه في الجبال والهضاب التي تطل على معسكر عبود التابع للاحتلال وقمة المظلوم ،بالتنسيق والتواصل مع القائد الهدف .. وهي المواقع كنحو التالي: 1.قمة الذرار الحميراء. بقيادة أليبي 2.قمة العرشي بين الموقع وتبة العرشي عبدالله الشجاع 3.قمة عيفر بقيادة عقيد عدنان العيفري . 4.قمة بهيش على الجبل الذي يطل على قرية الحود علي مقبل عبيدان. فضلا عن جبهة خط الدفاع الأول عند جسر التضامن بقيادة هيثم الدب. وجبهتين قويتين داخل المدينة ،وهما فرقة الخط بقيادة فارس الضالعي ،وفرقة الحود بقيادة محمود طالب العيفري..وفرقته المتوزعة على اطراف ومداخل المدينة التي يقودانها هو و عبدالعزيز الهدف ..حيث كان يغير على معسكرات المحتل كل ليله ،ويحاول اقتحامها الى أن أطلق عليه لقب( المصفح) ، وفي يوم الحسم كُلف أو كَلف نفسه إلا أن يكون في الخط الرئيسي وتمشيط العمارات التي ينتشر عليها القناصة الحوثين ،فأسقط المواقع موقعا تلو الأخر حتى أقترب من موقع السلامة القريب من لواء ثلاثة وثلاثين مدرع أصيب بوابل من الرصاص في ساقه وضهره وسقط جريحاً بعدما أمضى كل أيام المعركة في الاقتحام وضرب مواقع الاحتلال...عداء في الوغى شديد البأس في النزال ،العم ناصر سيضل في ذاكرتنا ووجداننا لأنه من وقف في المتارس نيابة عنا اليوم نقف هنا نيابة عنه لنخبر التاريخ منه هذا القائد العظيم.. ومن يوم أصيب الى يومنا هذا ومازال الأسد يزأر في عرينه ولا أحد يعلم بحاله بل لا يريدون أن يعلموا بحاله ،لم يحصل حتى على وثيقة سفر للعلاج ليعالج ساقه اليسرى التي أصبحت معطله بسبب أن الإصابة قطعت الاعصاب وهو بحاجة عملية جراحية في الخارج.. ونحن نعلم جيدا أن الابطال ليس لهم مكان بعد الثورات وهكذا أخبرنا التاريخ أن الابطال لا مكان لهم بعد أن تضع الحرب أوزارها.