اعطت عملية اكتشاف شحنة اسلحة كان مقرر لها ان تدخل سرا عبر ميناء عدن صفة الواقعية لمخاوف جنوبية تداولت في الاسابيع الماضية بين النخب المثقفة الجنوبية وحتى على مستوى الشارع الجنوبي من قيام حزب الاصلاح اليمني بالإعداد للسيطرة على الجنوب وتنفيذ موجة اغتيالات بحق قادة سياسيين في الحركة الوطنية الجنوبية(الحراك الجنوبي) وكذا مثقفين وشيوخ دين جنوبيين من من لا يدورون في فلك القوى الجديدة المسيطرة على صنعاء. وتأتي شحنة الاسلحة وطبيعتها حيث انها اسلحة خفيفة وكاتمات للصوت وكذا جنسية الباخرة التي اتت لتكمل حسب راي محللون عدة مؤشرات حدثت في الاسابيع والاشهر الماضية واكدت ان الحزب ذو الطابع الإخواني ماض في خططه للسيطرة على الجنوب وتنفيذ اغتيالات بتواطؤ اقليمي كالتي اعقبت الوحدة ونفذتها عناصر الحزب الاسلامي بحق قيادات اشتراكية جنوبية. وصدرت في الاشهر الماضية تصريحات لقيادات بحزب الاصلاح وقوى قبلية شمالية ذكرت الجنوبيين بفتاوي وتصريحات تلك القيادات عينها في الاشهر التي لحقت الوحدة اشهرها ما قاله الشيخ صادق الاحمر وهو ينتمي الى اسرة طالما كانت راس حربة في كل الحرب الامنية والعسكرية على الجنوب عن ان البديل امام الجنوبيين في حالت رفضهم المشاركة بمؤتمر الحوار هو الحرب عليهم وهي تصريحات ذات طابع حربي بحت.
كما تأتي هذه العملية في اجواء اقليمية ضاغطة لتمكين فصائل الاخوان في البلدان العربية من السلطة وتقوم تركيا بدور العراب لكل ذلك وفي مدينة عدن عاصمة الجنوب دشنت الخطوط الجوية التركية رحلاتها من مطار المدينة في الشهر الماضي رغم المشاكل الامنية التي تعانيها البلد وكون ذلك لا يعني التجارة في شيء كانت هناك تساؤلات ما الذي سيتم نقله كما يأتي تخلي شركة دبي عن ادرة ميناء المدينة لحكومة الوفاق التي يسيطر عليها حزب الاصلاح بطلب سعودي خطوة اخرى لإحكام السيطرة على منافذ المدينة العريقة ما يعني حرية ادخال ما يريده حكام الحزب ذو الطابع الاسلامي المتشدد دون المرور ببيروقراطية شركة عالمية كموانئ دبي. وترفض الاغلبية الساحقة من الجنوبيين المشاركة بالحوار الوطني المنبثق عن المبادرة الخليجية التي صاغتها المملكة السعودية لحل الازمة التي نشئت عقب انتفاضة لم تكتمل قام بها شباب في صنعاء ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح حيث يرى الجنوبيين ان المشاركة في الحوار يجعل قضيتهم التي يرونها قضية بلد احتل واقتصبت مقدراته عقب حرب صيف94م كقضية صعدة وتهامة والتي تعتبر قضيا يمنية داخلية ويرفضون ذلك رفضا قاطعا. ويرى مراقبون بان موقف الجنوبيين هذا حدى بحزب الاصلاح وهو يرى في نفسه الحاكم الجديد للبلد الى تجهيز مخططات منها تفريخ فصائل جنوبية للدول في الحوار كما استغل علاقاته بدول الاقليم للضغط على القيادات الجنوبية المنفية بالخارج للمشاركة ولم يستبعد مراقبون لجوء الحزب لتنفيذ موجة اغتيالات تطال قيادات جنوبية متمسكة بمبدئ عدم المشاركة بالحوار وعزز هذه النظرة شحنة الاسلحة هذه التي ضبط يوم امس بميناء عدن