لبس كل الملفات في الدنيا تغلق ..بل هناك ملفات مؤجلة وترحل الى من بيده ملكوت كل شيء .. إن إسنطاع أحدكم أن يغلق ملفه في الدنيا فليفعل .. مالم فذلك الملف حتما سيجده مفتوحا أمامه في عرصات القيامة يحاسبه عن كل كبيرة وصغيرة ..ولا يظلم ربك نقيرا .. ولا يظلم ربك فتيلا ..ولن يزول قدم عبد حتى تتم المحاسبة على كل مافي تلك الملفات من شرور وجرائم وآثام صغيرها وكبيرها وجلها وحقيرها ..فذلك اليوم هو يوم الفصل .. يوم التغابن .. يوم أن يقول العبد ياليتني كنت ترابا .. وتنصب الموازين .. و لكل فرد ميزانه الخاص الذي توزن بها أعماله ..ولكن مانوع ذلك الميزان ؟ ومن المعروف أن آخر ماأبتكره العلم في صنع الموازين حتى اليوم هو الميزان الرقمي ( Digital ) وبعتبر من أدق الموازين لدى البشر لوزن الأشياء الثمينة وخاصة الذهب ..ولكن ان تضع عليهاريشة مثلا فقد لا يطلع المؤشر ..ولكن الموازين لدى رب العالمين قد أخبرنا بها وهو الميزان الذري (ذرات الكترونيات)( نيوترونات وبروتونات) في قوله تعالى (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) ولا يظلم العبد بأقل من ذلك مثقال النقير والفتيل وهما تردد تلك الالكترونيات داخل نواة الذرة الواحدة ..وهناك من بفوز و يفرح ..وجوه يومئذ (مسفرة ) عند حسابها ولقاء ربها .. ( ضاحكة ) بوعدالله بالرضوان .. و ( مستبشرة ) بالنجاة ودخول واسع الجنان .. وبالمقابل هنالك وجوه يومئذ عليها (غبرة ) عابسة كالحة من غبار الذنوب والمعاصي والآثام ..ترهقها (غترة ) من السواد والخوف والرعب والوجل والوعد بالويل والثبور .. والدخول الى النيران .. وأنواع المظالم والآثام ثلاثة : - الذي بينك وبين الله تعالى إن شاء غفر لك إلا الشرك به .. - الذي بينك وبين نفسك ..فلابد من القضاء والحساب .. - بينك وبين مخلوقات الله ..من قتل وسرقة .. وتعدي بأي شكل .. فهنا الوقفة العسيرة والحساب الشديد ..ويأتي المقتول وهو يقطر دما ويأخذ بناصية القاتل حتى يقترب الى جنب الله تعالى مخاطبا (سله ياربي فيما قتلني ؟ ) .. ياله من موقف عظيم ومهول ..! فآن آستطعت في الحياة الدنيا ان تتحوط بالآتي : - لا تستضعف أحدا مهما كانت قوتك ..تذكر دائما قدرة الله عليك وإنتقامه الشديد لهذا المخلوق .. - لا تحقرن أحدا ..فأنت لست منزها من العيوب وتذكر دائما قوله تعالى (إن أكرمكم عندالله أتقاكم ) - لا تستغل وجاهتك أو منصبك أو وظيفتك في إستغلال الغير أو أخذ أموالهم أو حقوقهم أو الإنتقاص منها بشيء .. لابد من تصفية الملفات تلك حتى لاتؤجل وترحل الى قبرك ..والى تلك الموازين .. فمراحل الإمتحان والحساب من القبر وفى المحشر وعند الصراط فآما الى الجنة أو الى النار ..وإبدأ التغيير من اللحظة .. وأمامك الآن الفرصة الكبيرة بقرب حلول شهر رمضان المبارك ولتغتسل فيه من كل أدرانك الحسية والمعنوية وان تكون فيه من المحسنين ...و تكون في من قال عنهم الله تعالى (والذبن سبقت لهم منا الحسنى أو لئك عنها مبعدون ) .. أبعدهم الله من يوم الفزع الأكبر ومن أهوالها وخوفها وعذابها ..وابعدهم عن النار .. وأسكنهم غي مستقر رحمته وجنته ..ذلك جزاء المحسنين والمتقين ..