يخصص الفرنسيون كاميرات خاصة ترصد دبيب نملة النجم المثير للجدل (كريم بنزيمة) لعلها ترصد بنت شفة تضبط كريم متلبسا بنشيد (لامارسيز) دون جدوى ، فالدولي الفرنسي الذي تخلى عن جذوره الجزائرية مفضلا اغراءات (الشانزلزية) لم يجاهر يوما بترديد نشيد طاووسي يمجد حقه في مستعمرات اغتصبها بقانون القوة لا قوة القانون ! *يقول عضو في اليمين المتطرف : لاعب لا يحفظ نشيد (لامارسيز) ولا يردد كلماته أمام العالم ما جدوى فرنسيته المغشوشة ؟ ويضيف آخر هذا الجزائري يتعامل مع نشيدنا بازدراء ، من الأفضل تجريده من فانلة يتوسطها شعار الديك ؟ * واحدة من اشكاليات النجم الفرنسي المغضوب عليه في كل مكان ، حتى مدينته التي احتضنته (ليون) وأوصل فريقها الى قمة برج ايفل تخلت عنه وتعصبت للعرق الدساس المتشبع بكلمات (لامارسيز) القاسية الخادشة لحياء مستعمرات لم تعد تدور في فلك (الفرنجة) من بينها الجزائر بكل تأكيد ، الاشكالية اذن ليست حركة لسان يلوك النشيد رغم أن اناءه ينضح بمفردات تثير حموضة المغرب العربي ، أن الاشكالية في التركيبة نفسها ، تركيبة مجتمع فرنسي (ملون) يعاني الامرين من تسلط العرق العنصري الفرنسي ! * لا يمكن للاعب غريب الأطوار في تركيبته المعقدة ككريم بنزيمة أن يسير وفق ضوابط (لامارسيز) ، أن يمسخ جذوره ويذوب في محيط فرنسي تشكله القوميات المختلفة من المستعمرات الأفريقية بالذات ، فكريم المراهق لا يمتلك عصا زيدان الابداعية ، ولا يمتلك نصف وعي زيدان في تعامله مع الواقع والمجتمع الفرنسي المعقد نسبيا ، فزيدان طوال قيادته للديوك الزرق لم يردد نشيد (لامارسيز) ، ولم يشأ أن يقحم نفسه في حرب نفسية مع نشيد لا يحترم سيادة وطنه الأم ، لكنه لم يترك للاعلام الفرنسي فرصة للتشكيك في فرنسيته وحكمة قيادته للزرق في المخاضات العسيرة ، بعكس المراهق (بنزيمة) الذي كان ينشر مسلسل فضائحه على حبال صحافة تترصده واعلام فرنسي ينفخ في تجاوزاته ، والنتيجة أن لاعب ريال مدريد الأكثر موهبة بين أبناء جيله ضيع اللبن مع صيف اليورو اللاهب ! *لا شك أن (بنزيمة) ارتكب الكثير من المخالفات العادية والاخلاقية في حق نفسه قبل بلده المقتبس ، ولا شك أنه ضاعف من (تفاهات) مسلسله المتشعب السيناريوهات بصورة سريالية لا تتناسب اطلاقا مع عقلية الاحتراف ، ووسط تجاوزاته وخروج قطار اعصابه عن قضبان اللا معقول قدم نفسه صيدا سهلا لاعلام فرنسي لا يرحم طالما يسير مع تيار يميني لا يود أن تتكرر قصة زيدان مع لاعب آخر ككريم بنزيمة! *واذا كان (بنزيمة) يتعاطى الغرائب في مسيرته الدولية وهو اللاعب الذي كان الى وقت قريب ورقة (ديديه ديشامب) الرابحة والملح الذي لا يستغنى عنه الخبز الفرنسي في الملمات الدولية ، فأنه لم يكن ذكيا وهو يمارس (الهذيان) في حق نفسه ، ويمنح الاعلام الفرنسي الشرس سكاكين تجهز عليه كقربان يذبح أمام باب اليمين المتطرف ! وفي غياب النضوج الفكري للمحترف المدريدي تناسلت حكاياته الغريبة و تكاثرت بنظام الذباب ، ما أن يخرج (بنزيمة) من حفرة حتى يقع في (دحديرة) وكأنه بطل مسلسل (عباس الأبيض في اليوم الأسود)، حشر أنفه في قضية (ماتيو فالبوينا) ودخل وسيطا في عملية ابتزاز تتعلق بشريط (قلة أدب) ، وسابقا ضبط متهما في قضية لا تقل حياء عن الأولى ، والملف الأسود للاعب الفرنسي الذي خرج من داره فقل مقداره ، ملئ بحكايات لاعب جمع المفارقات والمفاجآت في سلة واحدة ! ربما نشعر بكثير من التعاطف مع ( كريم بنزيمة) بالنظر الى أصوله الجزائرية ، لكن لو تجردنا من العواطف وانظرنا لما يحدث للاعب من متاعب وعقوبات حرمته من ثاني أهم محفل عالمي بعد كأس العالم ، لوجدنا أن (بنزيمة) مذنب في حقه أولا وفي حق محبيه في العالم ثانيا ، وسيتواصل مسلسل انفراط العقد مع الجمهور الفرنسي الغاضب من حماقات لاعبه الأول ، فكريم بنزيمة ليس بآخر من غره السراب !