عيدروس الزبيدي ، ليس نبي مرسل ولا ملك منزه ، أي أنه بأي حال من الأحول قد يصيب تارة ويخطئ تارة أخرى وقد يخطئ أكثر مما يصيب والعكس أيضا ، فصفة ”النضال“ وارتباطه بساحات النضال السلمي وحتى الكفاح المسلح منذ الأزل ، ليس مبرر كافي للتغاضي أوعذر شرعي يبيح لنا مباركة تقصيره في أداء مهامه كمحافظ لعدن ، ولا تمنحه صك الإعفاء والترفع من النقد مطلقا. فليس من المنطق أن نتغاضى عن ”تعاسة الحاضر“ التي ترسم ملامح ”قادم مرير ، وأكثر تعاسة“ للمواطن العدني جرى تردي الخدمات على مختلف الأصعدة ، ليس من المنطق التغاضي عن كل ذلك بسبب محاسن عيدروس في الماضي كمواطن يملك رصيد نضالي مشرف في الساحات. فما يجب علينا أن نعلمه جيدا ، ونؤمن به ، ونتعاطى بلغة المنطق معه ، بعيدا عن شوائب ”العاطفة المقززة“ أن عيدروس لم يعد مجرد مواطنا عاديا مثلي مثلك ، أو ثائرا يحمل علما في ساحة العروض ، أو مقاوم يحمل بندقية في أحد ساحات القتال في أي شبر من أرض الجنوب ، عيدروس اليوم محافظا لمحافظة عدن، بما يعني بأنه مسئول عن (أرض وإنسان) وعليه الكثير من المسؤوليات والواجبات تجاه عدن وأبناؤها ، تقع على عاتقه ولزاما عليه متابعة تنفيذها وتحقيقها وفي مقدمتها ”الخدمات الأساسية“ كالماء والكهرباء ، وبالتالي فشله في تحقيق ذلك يجعله عرضه للنقد من قبل الجميع حتى يوفر لأبناء تلك الرقعة الجغرافية (عدن) التي تقع تحت مسؤوليته أبسط حقوقهم وواجباتهم ، وإلا ياعزيزي المتعصب ممن أنت مرتاح بعيشه الفانوس ”مكابرة“ من أجل عيدروس، فان عيدروس سيظل عرضه للنقد كونه مسئول فشل في القيام بمهامه وتأدية واجباته . فياهووووه..أجعلوا عيدروس بشرا وأنتقدوه ، أنصحوه ، وجهوه ، ساعدوه، من أجله ،ومن أجل عدن ،ومن أجلنا جميعا، فلا تفسدوه بالمديح والنفيخ والتطبيل المبالغ فيه و (المقزز) . نعم..نحب عيدروس ولكن حب عدن أكبر من عيدروس وغير عيدروس، فمن يقف في موقع القرار كرجل أول لعدن كان من كان ، وجب علينا الإشادة به في حالة نجاحه في تحقيق أي شي ايجابي لعدن وناسها ، و انتقاده في حالة تقصيره ، وذلك من أجل عدن ثم عدن ، بعيدا عن أي أمور أو حسابات أخرى. فهل وصلت الرسالة؟